كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)
"""""" صفحة رقم 212 """"""
من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر " . وفي الحديث الآخر : " إن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوماً عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة . وإن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوماً ينتعلون الشعر " . وعنه ( صلى الله عليه وسلم ) : " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار الأعين عراض الوجوه كأن أعينهم حدق الجراد كأن وجوهم المجان المطرقة ينتعلون الشعر ويتخذون الدرق يربطون خيولهم بالنخل " . خرج هذه الأحاديث ابن ماجة .
ذكر خبر المتغلبين على البلاد وذلك مما يظهر من الفتن قبل نزول عيسى عليه السلام
قال أبو الحسن الكسائي عن كعب الأحبار : ولا بد أن يحدث بين يدي نزول عيسى علامات وحروب وفتن ، فأول من يخرج ويغلب على البلاد رجل اسمه الأصهب من بلاد الجزيرة ، ويخرج الجرهمي من بلاد الشام ، ويخرج القحطاني بأرض اليمن ، وهو أمثل هؤلاء الثلاثة شوكة . فبينا هؤلاء الثلاثة في مواضعهم وقد تغلبوا على أمكنتهم بالظلم والجور إذا هم بالرجل السفياني قد خرج من غوطة دمشق ، وقيل : إنه يخرج من الشام ، وقيل : إنه يخرج من الوادي اليابس . وأخواله من كلب ، واسمه معاوية بن عنبسة ، وهو ربع من الرجال ، دقيق الوجه ، طويل الأنف ، محدودب ، جهوري الصوت ، يكسر عينه اليمنى ؛ يحسبه الذي يراه كأنه أعور وليس بأعور ، يظهر في أول أمره بالزهد ويبذل الأموال ، ويخطب له على منابر الشام ، ويكون جريئاً على سفك الدماء لمن خالفه ، ويعطل الجمعة والجماعة . وعلامة بدء أمره أنه يخرج في كل مدينة دجال يدعو إلى نفسه ، ويظهر الفسق حتى إنهم يفجرون في المساجد ، فيخرج عليهم السفياني حتى ينزل أرض دمشق ، فيجتمع إليه القوم ويبايعونه ، ويفرق الأموال الكثيرة بينهم حتى يقولوا هذا خير أهل الأرض . ثم يسير