كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)
"""""" صفحة رقم 213 """"""
في الشام وعلى مقدمته رجل من جهينة يقال له ناجية حتى ينزل العراق ، فيخرج إليه القحطاني جيشاً كثيراً فيهزمهم ناجية هزيمة قبيحة ، فعند ذلك يوجه السفياني ثلاث جيوش : جيش إلى الكوفة فيقتلون قتلاً ذريعاً ، وجيش إلى خراسان فيقتلون ويحرقون ، جيش إلى الروم حتى يكثر القتل منهم في الدنيا وفي كل طريق . فعند ذلك يجتمع الصالحون على السفياني . ويخوفونه عقوبة الله في سفك الدماء ، فيأمر بقتلهم وقتل العلماء والزهاد في جميع الآفاق . فعند ذلك يجتمع المسلمون على رجل من أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقال له محمد بن علي فيبايعونه ويسمونه المهدي . والله أعلم .
ذكر خبر خروج المهدي
قال ابن عباس رضي الله عنهما : يبايع بين مكة والركن ، ويكون أول أمره على عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً . وقيل : إنه يخرج قبل هذا ولي من قرية قرى حرس في ثلاثين رجلاً ، ثم يجتمع إليه المؤمنون من كل ناحية ، ثم ينكسف القمر ثلاث ليال متواليات ، ثم يظهر المهدي بمكة ويشيع أمره ؛ فيبلغ ذلك الزهراني صاحب السفياني ، فيبعث إلى المهدي جيشاً ثلاثين ألفا فينزلون في البرية . ثم يخرج السفياني إلى البيداء ، فإذا استقر بالموضع خسف الله تعالى بهم الأرض ، فيأخذهم إلى أعناقهم حتى لا يفلت منهم إلا رجلان يخرجان بفرسيهما ، فإذا وصلوا إلى القوم رأوهم وقد خسف الله بهم ، فيخسف الأرض بواحد منهما ، ويحول الله وجه الآخر إلى قفاه ، فيبقى كذلك مدة حياته . ثم يخرج المهدي بمن معه إلى بلاد الروم فيسير حتى يسمع بهلاك السفياني وأصحابه . قال : وذلك قوله تعالى : " ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب " . فيحمد المهدي الله تعالى على ذلك ، ويخرج إلى بلاد الروم في نحو مائة ألف فيصل إلى القسطنطينية ، فيدعوا ملك الروم إلى الإسلام فيأبى فيقاتله ، ويدوم القتال بينهم شهرين ، ثم ينهزم ملك الروم . ويدخل المسلمون إلى القسطنطينية ، فينزل المهدي