كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 214 """"""
على بابها ، ولها سبعة أسوار ، فيكبر سبع تكبيرات فينهدم كل سور منها بتكبيرة . ويدخلها المهدي ويقتل خلقاً كثيراً ويقتل ملك الروم ، ثم يرفع عنهم السيف ، ويأخذ المسلمون من الغنائم ما لا يحصى ، حتى إن الرجل ليأخذ من الجوهر ما يعجز عن حمله . فبينما هم كذلك إذ يأتيهم الخبر من خليفة المهدي بخروج الدجال واجتماع الناس عليه ، فيتركون تلك الغنائم وينصرفون إلى بلادهم مسرعين لمحاربة الدجال . فيقال : إن المهدي يسير نحو الدجال وعلى رأسه عمام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فيلتقون ويقتتلون قتالاً شديداً ، فيقتل من أصحاب الدجال أكثر من ثلاثين ألفاً ، ثم ينهزم الدجال فيمر نحو بيت المقدس ، فيأمر الله الأرض بإمساك قوائم خيله ، ويرسل عليهم ريحاً حمراء فتقتل منهم أربعين ألفاً . قال : ثم يقبل المهدي بجيشه زهاء مائة ألف ، في أيديهم الرايات البيض . فيقول المهدي لعسكر الدجال : ويلكم أتشكون في هذا الأعور الكذاب أنه الدجال ؟ فيقولون : لا ، ولكنا نعيش في طعامه . فيمسخون في الحال قردة وخنازير . ثم ينزل عيسى بعد ذلك إلى الأرض ويصلي خلف المهدي ، على ما نذكره إن شاء الله تعالى .
ذكر خبر خروج الدجال وصفته وما يكون من أمره إلى أن ينزل عيسى عليه السلام
قال كعب : إن الدجال رجل طويل ، عريض الصدر ، مطموس العين اليمنى ، واليسرى كأنها كوكب دري ، مكتوب بين عينيه : " كافر " ، يقرؤه كل كاتب أو غير كاتب . ويدعى أنه الرب ، ومعه يومئذ جبل من خبز ، وجبل من لحم ، وأجناس الفواكه والخمور ، ومعه أصحاب الملاهي يمشون بين يديه بالطبول الطنابير والمعازف والعيدان والنايات والصنوج وغير ذلك ، فلا يسمعه أحد إلا وتبعه وفتنه إلا من عصمة الله . ويكون معه نار وجنة ، وهو يقول : من أطاعني أدخلته

الصفحة 214