كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)
"""""" صفحة رقم 215 """"""
الجنة ، ومن عصاني ولم يسجد لي ألقيته في النار . قال : وعلامة خروجه أن تهب ريح مثل ريح قوم عاد ، وتسمع صيحة عظيمة مثل صيحة قوم صالح ، ويكون مسخاً كمسخ أصحاب الرس ، وذلك عند ترك الناس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . فإذا أخذوا في سفك الدماء ، واستحلوا الربا وشيدوا البنيان وشربوا الخمور ، واكتفى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، فعند ذلك يخرج الدجال من جهة المشرق من قرية يقال لها سيراباد بي الأهواز وأصفهان ، ويخرج على حمار له . قال : وهو أحمر الحاجبين ، أشعر الأنف ، تخرج من خلل أسنانه رائحة لا يشمها أحد ألا صار إليه نتنه ، في جبهته قرن مكسور تخرج منه الحيات والعقارب ، محدودب الظهر ، قد صورت آلات السلاح في جسده حتى الرمح والفأس والسهم والدرق . وهو يتناول السحاب بيده ، ويخوض البحار إلى كعبيه ، ويستظل في ظل أذن حماره خلق كثير من أولاد الزنا ، عليهم خفاف مخروطة ، لخفافهم مناقير كمناقير العقبان ، لأصابعهم أظافير كالمناجل ، ومعه قوم من السحرة يقلبون الجبال خبزاً والأنهار شراباً ، ولا يطعم ولا يسقى إلا من آمن به . ومعه صاحب لوائه من قريته ينادي بأعلى صوته : هذا ربكم فاعرفوه . فإذا سار الدجال سارت معه جبال طعامه وأنهار شرابه ، وإذا وقف وقفت . يطوف الأرض شرقها وغربها حتى يدخل أرض بابل فيلقاه الخضر ، فيقول له الدجال : أنا رب العالمين . فيقول له الخضر : كذبت يا دجال إن رب العالمين رب السموات والأرضين . فيقتله الدجال ويقول : لو كان لهذا إله كما يزعم لأحياه . فيحي الله الخضر من ساعته فيقوم ويقول : ها أنا يا دجال ، قد أحياني الله ربي . ثم يقبل الخضر على أصحابه ويقول : ويلكم لا يفتننكم هذا الكافر . ويقال : إنه يقتل الخضر ثلاث مرات ويحييه الله تعالى . ثم يخرج الدجال نحو مكة ، فإذا دنا منها رأى الملائكة محدقين بالبيت الحرام قد نشروا أجنحتهم على الكعبة ، يخرج من خلل