كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)
"""""" صفحة رقم 216 """"""
أجنحتهم مثل شرر النيران ، فلا يقدر على دخولها . ثم يسير إلى المدينة فيجدها كذلك . ثم يمضي إلى بيت المقدس فلا يقدر على دخوله لكثرة من حوله من الملائكة . واختلف في مدة إقامته في الأرض ، فقيل أربعين سنة ، وقيل أربعين يوماً ، على ما نورد ذلك من الحديث الصحيح النبوي الذي يشمل ذكر هذه الفتن كلها . قال : وأما المسلمون فإنهم يصومون ويصلون كما كانوا غير أنهم في غم ، قد تركوا المساجد ولزموا البيوت ، وتطلع الشمس متلونة : مرة بيضاء ، ومرة صفراء ، ومرة حمراء ، ومرة سوداء ، وتكون الأرض في الزلزلة والرجفة ، ثم يكون بينه وبين المهدي ما قدمنا ، ثم ينزل عيسى بن مريم - ع - .
الباب الثاني من التذييل على القسم الثالث من الفن الخامس في خبر نزول عيسى بن مريم عليه السلام وقتله الدجال وخروج يأجوج ومأجوج وفسادهم وهلاكهم ، ووفاة عيسى عليه السلام
لما رأيت أهل السير قد أكثروا من القول في نزول عيسى - ع - وزادوا في القول ونقصوا منه ، عدلت عن أقوالهم ، وأوردت ما أذكره من ذلك من الحديث الصحيح النبوي ، وكذلك خروج يأجوج ومأجوج وهلاكهم . وختمت هذا الباب بالحديث الشامل في خروج الدجال ، ونزول عيسى بن مريم - ع - وغير ذلك . وهذه الأحاديث خرجتها من كتاب السنن للإمام الحافظ أبي عبد الله محمد ابن يزيد بن ماجة القزويني ، رحمه الله تعالى ونفعنا به آمين .
ذكر نزول عيسى بن مريم عليه السلام
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وقد ذكر فتنة الدجال وما يلاقيه الناس منه ، قال : " فبينما هم كذلك إذ بعث الله عيسى بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين