كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 218 """"""
الطور . ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم كما قال الله تعالى " من كل حدب ينسلون " فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ثم يمر آخرهم فيقولون لقد كان في هذا ماء مرة وليحصر نبي الله عيسى - ع - وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيراً من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله عز وجل فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرس كموت نفس واحدة ويهبط نبي الله عيسى وأصحابه فلا يجدون موضع شبر إلا قد ملأه زهمهم ونتنهم ودماؤهم فيرغبون إلى الله عز وجل فيرسل عليهم طيراً كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله عز وجل ، ثم يرسل الله عليهم مطراً لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسله حتى يتركه كالزلفة ، ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك ، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة فتشبعهم ويستظلون بقحفها ، ويبارك الله في الرسل حتى إن اللقحة من الإبل تكفي الفئام من الناس ، واللقحة من البقر تكفي القبيلة ، واللقحة من الغنم تكفي الفخذ . فبينما هم كذلك إذ بعث الله عليهم ريحاً طيبة فتأخذ تحت آباطهم فتقبض روح كل مسلم ويبقى سائر الناس يتهارجون كما يتهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة " . وفي الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : " لما كان ليلة أسرى برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لقي إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام فتذاكروا

الصفحة 218