كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)
"""""" صفحة رقم 219 """"""
الساعة فبدءوا بإبراهيم فسألوه عنها فلم يكن عنده منها علم ، ثم سألوا موسى فلم يكن عنده منها علم ، فرد الحديث إلى عيسى بن مريم فقال قد عهد إلي فيما دون وجبتها ، فأما وجبتها فلا يعلمها إلا الله ، فذكر خروج الدجال قال فأنزل فأقتله فيرجع الناس إلى بلادهم فيستقبلهم يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون ، فلا يمرون بماء إلا شربوه ولا بشيء إلا أفسدوه ، فيجئرون إلى الله تعالى فأدعو الله أن يميتهم فتنتن الأرض من ريحهم ، فيجئرون إلى الله فأدعو الله فيرسل السماء بالماء فيحملهم فيلقيهم في البحر ثم تنسف الجبال وتمد الأرض مد الأديم فعهد إلي متى كان ذلك كانت الساعة من الناس كالحامل لا يدري أهلها متى تفجأهم بولادتها " . قال العوام بن حوشب وهو من رواة هذا الحديث : ووجد تصديق ذلك في كتاب الله تعالى : " حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق " . وفي الحديث الآخر عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " يفتح يأجوج ومأجوج فيخرجون كما قال الله تعالى : " وهم من كل حدب ينسلون " فيعمون الأرض وينحاز منهم المسلمون حتى تصير بقية المسلمين في مدائنهم وحصونهم ويضمون إليهم مواشيهم ، حتى إنهم ليمرون بالنهر فيشربونه حتى ما يذرون فيه شيئاً . فيمر آخرهم على أثرهم فيقول قائلهم لقد كان بهذا المكان مرة ماء . ويظهرون على الأرض ، فيقول قائلهم هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم ولننازلن أهل السماء ، حتى إن أحدهم ليهز حربته إلى السماء فترجع مخضبة بالدم ، فيقولون قد قتلنا أهل السماء . فبينما هم كذلك إذ بعث الله دواب كنغف الجراد فتأخذ بأعناقهم فيموتون موت الجراد يركب بعضهم بعضاً ، فيصبح المسلمون لا يسمعون لهم حساً ، فيقولون من رجل يشري نفسه وينظر ما فعلوا ، فينزل منه رجل قد وطن نفسه على أن يقتلوه فيجدهم موتى ، فيناديهم ألا