كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 222 """"""
رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه ، فتنفى الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد ، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص . فقالت أم شريك بنت أبي العكر يا رسول الله فأين العرب يومئذ ؟ قال هم يومئذ قليل وجلهم بيت المقدس وإمامهم رجل صالح . فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم - ع - الصبح ، فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقري ليتقدم عيسى - ع - يصلي بالناس ، فيضع - ع - يديه بين كتفيه ثم يقول له تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصلي بهم إمامهم ، فإذا انصرف قال عيسى - ع - افتحوا الباب فيفتح ووراءه الدجال ومعه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وساج ، فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء فينطلق هارباً ، ويقول عيسى - ع - إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله فيهزم الله اليهود فلا يبقى شيء مما خلق الله عز وجل يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة إلا الغرقدة فإنها من شجرهم لا تنطق إلا قال يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال اقتله . قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وإن أيامه أربعون سنة ، السنة كنصف السنة ، والسنة كالشهر ، والشهر كالجمعة ، وآخر أيامه كالشررة يصبح أحدكم على باب المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتى يمسي . فقيل له يا رسول الله كيف نصلي في تلك الأيام القصار ؟ قال تقدرون فيها الصلاة كما تقدرونها في هذه الأيام الطوال ثم صلوا . قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فيكون عيسى بن مريم في أمتي حكماً عدلاً وإماماً مقسطاً ، يدق الصليب ، ويذبح الخنزير ، ويضع

الصفحة 222