كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 223 """"""
الجزية ، ويترك الصدقة فلا يسعى على شاة ولا بعير ، وترفع الشحناء والتباغض ، وتترع حمة كل ذات حمة حتى يدخل الوليد يده في في الحية فلا تضره ، وتفر الوليدة الأسد فلا يضرها ، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها ، وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء ، وتكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا الله ، وتضع الحرب أوزارها ، وتسلب قريش ملكها ، وتكون الأرض كماثور الفضة - وقيل كفاثور الفضة - تنبت نباتها بعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم ، ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم ، ويكون الثور بكذا وكذا من المال ، ويكون الفرس بالدريهمات . قالوا يا رسول الله : وما يرخص الفرس ؟ قال : لا يركب لحرب أبداً . قيل له : فما يغلي الثور ؟ قال تحرث الأرض كلها . وإن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد ، يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض فتحبس ثلث نباتها ، ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها ، ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله ، فلا تنبت خضراً ، ولا تبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله عز وجل . قيل : فما يعيش الناس في ذلك الزمان ؟ قال : التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام " . قال المحاربي : ينبغي أن يدفع هذا الحديث إلى المؤدب حتى يعلمه الصبيان في المكاتب .

الصفحة 223