كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)
"""""" صفحة رقم 229 """"""
بعضهم لبعض سراً ، فيقول أعدلهم قولاً وأرجحهم عقلاً : إن لبثتم إلا يوماً . قال الله عز وجل : " نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوماً " . وروي عن مجاهد أنه قال : للكفار هجعة قبل يوم القيامة يجدون فيها طعم النوم ، فإذا بعثوا قالوا : يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا فنخرج الخلائق مذعورين خائفين وجلين ، وإذا المنادي ينادي : " يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون " ، فيطمع في ذلك النداء المؤمنون والكافرون ، فينادي المنادي : " الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين " . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف ركباناً ومشاة وعلى وجوههم " . قيل : يا رسول الله ، وكيف يمشون على وجهوهم ؟ قال : " إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم أما إنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك " . وفي حديث مسلم بن الحجاج عن أنس أن رجلاً قال : يا رسول الله ، كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة ؟ قال : " أليس الذي أمشاه على رجليه في الدنيا قادراً على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة " . والأحاديث الصحيحة في هذا الباب كثيرة جداً لو استقصيناها لطال الكلام وانبسط القول ، وخرج التأليف عن شرط الذي قدمناه ، فلنختم هذا الباب بحديث لقيط بن عامر العقيلي فإنه حديث جامع لأكثر ما في هذا الباب . ذا الباب بحديث لقيط بن عامر العقيلي فإنه حديث جامع لأكثر ما في هذا الباب .
حديث لقيط بن عامر
قال أبو بكر بن أبي خيثمة بإسناده إلى لقيط بن عامر العقيلي قال : خرجت أنا وصاحب لي حتى قدمنا على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) المدينة لانسلاخ رجب ، فأتينا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فوافيناه حين انصرف من صلاة الغداة فقام في الناس خطيباً