كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)
"""""" صفحة رقم 230 """"""
فقال : " أيها الناس ألا إني قد خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام لأسمعكم اليوم . ألا فهل من امرئ بعثه قومه فقالوا اعلم لنا ما يقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . ألا ثم لعله أن يلهيه حديث نفسه أو حديث صاحبه أو يلهيه الضلال . ألا إني مسئول هل بلغت . ألا أسمعوا تعيشوا ألا اجلسوا " فجلس الناس وقمت أنا وصاحبي ، حتى إذا فرغ لنا فؤاده وبصره قلت : يا رسول الله ، ما عندك من علم الغيب ؟ فضحك لعمر الله وهز رأسه وعلم أني أبتغي لسقطه فقال : " ضن ربك عز وجل بمفاتيح خمس من الغيب لا يعلمها إلا الله " . فقلت : وما هن يا رسول الله ؟ قال : " علم المنية قد علم متى منية أحدكم ولا تعلمونه . وعلم المني حين يكون في الرحم قد علمه ولا تعلمونه وعلم ما في غد وما أنت طاعم غداً ولا تعلمه . وعلم يوم الغيث يشرف عليكم آزلين مسنتين فيظل يضحك قد علم أن غوثكم قريب " . قال لقيط : لم لن نعدم من رب يضحك خيراً . " وعلم يوم الساعة " . قلت : يا رسول الله ، إني سائلك عن حاجتي . قال : " سل عما شئت " . قلت : يا رسول الله ، علمنا مما لا يعلم الناس ومما تعلم فإنا من قبيل لا يصدقون تصديقنا أحداً من مذحج التي تدنو إلينا ، وخثعم التي توالينا ، وعشيرتنا التي نحن منها . قال : " تلبثون ما لبثتم ثم يتوفى نبيكم ثم تلبثون ما لبثتم ثم تبعث الصيحة ، فلعمر إلهك ما تدع على