كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 231 """"""
ظهرها من شيء إلا مات والملائكة الذين مع ربك ، فأصبح ربك يطوف في الأرض وقد خلت عليه البلاد ، فأرسل ربك السماء بهضب من عند العرش ، فلعمر إلهك ما تدع على ظهرها من مصرع قتيل ولا مدفن ميت إلا شقت القبر عنه حتى تخلقه من قبل رأسه فيستوي جالساً ، فيقول ربك مهيم لما كان فيه ، فيقول : يا رب أمتني أمس اليوم ، لعهده بالحياة يحسبه حديثاً بأهله " . فقلت : يا رسول الله ، كيف يجمعنا بعد ما تمزقنا الرياح والبلى والسباع ؟ قال : " أنبئك بمثل ذلك في إلِّ الله الأرض أشرقت عليها وهي مدرة بالية فقلت لا تحيا أبداً ثم أرسل ربك عليها السماء ، فلم تلبث عليها إلا أياماً حتى أشرفت عليها فإذا هي شرية واحدة ، فلعمر إلهك لهو أقدر على أن يجمعهم من الماء على أن يجمع نبات الأرض فتخرجون من الأصواء ومن مصارعكم فتنظرون إليه ساعة وينظر إليكم " . قلت : يا رسول الله ، وكيف ونحن ملء الأرض وهو شخص واحد ينظر إلينا وننظر إليه ؟ قال : " أنبئكم بمثل ذلك في إلِّ الله الشمس والقمر آية منه صغيرة ترونهما ساعة واحدة ويريانكم لا تضارون في رؤيتهما ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يراكم وتروه منهما أن تروهما ويرياكم لا تضارون في رؤيتهما " . قلت : يا رسول الله ، فماذا يفعل بنا ربنا إذا لقيناه ؟ قال : تعرضون عليه بادية له صفحاتكم لا يخفى عليه منكم خافية ، فيأخذ ربك بيده غرفة من الماء فينضح بها قبلكم ، فلعمر إلهك ما تخطئ وجه واحد منكم منها قطرة ، فأما المسلم فتدع وجهه مثل الريطة البيضاء ، وأما الكافر فتخطمه بمثل الحمم الأسود . ألا ثم ينصرف نبيكم ويتفرق على أثره الصالحون ، فتسلكون جسراً من النار يطأ أحدكم

الصفحة 231