كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 24 """"""
ذكر نبوة اليسع - عليه السلام -
قال أبو إسحاق رحمه الله تعالى : ولما رفع الله تعالى إلياس - ع - نبأ اليسع وبعثه رسولاً إلى بني إسرائيل ، وأوحى إليه وأيده بما أيد به عبده الياس ؛ فآمنت به بنو إسرائيل ، وكانوا يعظمونه وينتهون إلى أمره ، وحكم الله تعالى قائم فيهم إلى أن فارقهم اليسع - ع - .
قال أبو إسحاق الثعلبي رحمه الله بسند رفعه إلى عبد العزيز بن أبي رواد قال : إلياس والخضر عليهما السلام يصومان شهر رمضان ببيت المقدس ، ويوافيان الموسم في كل عام .
وروى بسند رفعه إلى زيد مولى عون الطفاوى عن رجل من أهل عسقلان أنه كان يمشي بالأردن نصف النهار ، فرأى رجلاً فقال له : يا عبد الله ، من أنت ؟ قال : فجعل لا يكلمني . فقلت : يا عبد الله ، من أنت ؟ قال : أنا إلياس . قال فوقعت على رعدة ، فقلت : ادع الله يرفع عني ما أحد حتى أفهم حديثك وأعقل عنك . قال : فدعا لي بثمان دعوات : يا بر ، يا رحيم ، يا حنان ، يا منان ، يا حي ، يا قيوم ، ودعوتين بالسريانية لم أفهمهما . قال : فرفع الله عني ما كنت أجد ، فوضع كفه بين كتفي ، فوجدت بردها بين يدي . قال فقلت : يوحى إليك اليوم ؟ قال : منذ بعث الله محمداً رسوله فإنه ليس يوحى إلي . قال قلت له : كم من الأنبياء اليوم أحياء ؟ قال : أربعة ، اثنان في الأرض ، واثنان في السماء ، في السماء عيسى وإدريس ، وفي الأرض إلياس والخضر . قلت : كم الأبدال ؟ قال : ستون رجلاً ، خمسون منهم من لدن

الصفحة 24