كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 240 """"""
يعني قطعة ، واحدتها زبرة ، وأتوني بالنحاس . قالوا : من أين لنا الحديد والنحاس ما يكفي هذا العمل ؟ قال ، سأدلكم على معادن الحديد والنحاس ، فضرب لهم في جبلين حتى فلقهما ، ثم استخرج منهما معدنين من الحديد والنحاس . قالوا : فبأي قوة نقطع الحديد والنحاس ؟ فاستخرج معدن السامور وهو أشد ما خلق الله بياضاً ، وهو الذي قطع به سليمان صخور بيت المقدس وجواهره ، كما تقدم . قال الثعلبي : ولما شغلهم الإسكندر في استخراج الحديد والنحاس سار نحو يأجوج ومأجوج ليعلم علمهم ، فانطلق يؤمهم حتى انتهى إليهم وتوسط بلادهم ، فوجدهم على مقدار واحد ذكرهم وأنثاهم ، يبلغ طول الواحد منهم مثل نصف الرجل المربوع منا . وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : منهم من طوله شبر ، ومنهم من هو مفرط في الطول ، لهم مخاليب في أيديهم موضع الأظافر ، وأنياب وأضراس كالسباع ، يسمع لها حركة إذا أكلوا كقضم البغل المسن أو الفرس القوي ، ولهم من الشعر في أجسادهم ما يواريهم وما يتقون به الحر والبرد ، ولكل واحد منهم أذنان عظيمتان ، إحداهما وبرة والأخرة زغبة ، يفترش إحداهما ويلتحف الأخرى ، ويصيف في إحداهما ويشتي في الأخرى . وقال الأنماطي في خبره : ولهم أخفاف كأخفاف الإبل . قالوا : وليس منهم ذكر ولا أنثى إلا وقد عرف أجله الذي يموت فيه . وذلك أن الذكر منهم لا يموت حتى يخرج من صلبه ألف ولد ، ولا تموت الأنثى حتى يخرج من رحمها ألف ولد ، فإذا كان ذلك أيقن بالموت وترك طلب المعيشة . قالوا : وهم

الصفحة 240