كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)
"""""" صفحة رقم 242 """"""
عز وجل ؛ فذلك قوله تعالى : " حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون " ، وقوله تعالى : " فإذا جاء وعد ربي جعله دكاً وكان وعد ربي حقاً " . والله أعلم .
ذكر خبر دخول ذي القرنين الظلمات مما يلي القطب الشمالي لطلب عين الحياة
قال أبو إسحاق الثعلبي رحمه الله : قال علي رضي الله عنه : ملك ذو القرنين ما بين المشرق والمغرب ، وكان له خليل من الملائكة اسمه رفائيل يأتيه ويزوره . فبينما هما ذات يوم يتحادثان إذ قال ذو القرنين : يا رفائيل ، حدثني عن عبادتكم في السماء . فبكى وقال : يا ذا القرنين ، وما عبادتكم بشيء عند عبادتنا إن في السماء من الملائكة من هو قائم أبداً لا يجلس ، ومن هو ساجد لا يرفع رأسه أبداً ، ومنهم الراكع لا يستوي أبداً قائماً ، يقولون : سبحان الملك القدوس ، رب الملائكة والروح ، ربنا ما عبدناك حق عبادتك . فبكى ذو القرنين بكاء شديداً ثم قال : إني لأحب أن أعيش فأبلغ من عبادة ربي حق طاعته . قال رفائيل : أوتحب ذلك ؟ قال نعم . قال : فإن لله عينا في الأرض تسمى عين الحياة فيها من الله عزيمة ، إن من يشرب منها شربة لم يمت أبداً حتى يكن هو الذي يسأل ربه الموت . قال ذو القرنين : هل تعلم موضع تلك العين ؟ قال الملك : لا ، غير أنا نتحدث في السماء أن لله تعالى في الأرض ظلمة لا يطؤها إنس ولا جان ، فنحن نظن أن العين في تلك الظلمة . فجمع ذو القرنين علماء أهل الأرض وأهل دراسة الكتب وآثار النبوة فقال لهم : أخبروني هل وجدتم فيما قرأتم من كتب الله وما جاءكم من أحاديث الأنبياء ومن كان قبلكم أن الله وضع في الأرض عيناً سماها عين الحياة ؟ قالوا لا . وقال عالم من العلماء : إني قرأت وصية آدم ، وصى أن الله تعالى خلق في الأرض ظلمة لم يطأها إنس ولا جان ووضع فيها عين الخلد . فقال ذو القرنين : فأين وصيته في الأرض ؟ قال : على قرن الشمس . فبعث ذو القرنين وحشر إليه العلماء والأشراف والملوك ، ثم سار يطلب مطلع الشمس ، فسار اثنتي عشرة سنة إلى أن بلغ طرف الظلمة ، فإذا ظلمة تقوم مثل الدخان ليست بظلمة ليل ، فعسكر هناك ، ثم جمع العلماء وقال : إني أريد أن أسلك هذه الظلمة . قالوا : إنه من كان قبلك من الأنبياء