كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 249 """"""
بالأنواء ولا بالنجوم . قال : أهكذا وجدتم آباءكم يفعلون ؟ قالوا : وجدنا آباءنا يعطون مسكينهم ، ويواسون فقيرهم ، ويوقرون غنيهم ، ويعفون عمن ظلمهم ، ويحسنون إلى من أساء إليهم ، ويحلمون عمن جهل عليهم ، ويستغفرون لمن سبهم ، ويصلون أرحامهم ، ويؤدون أمانتهم ، ويحفظون وفاءهم لصلاحهم ، ويوفون بعهدهم ، ويصدقون في مواعيدهم ، ولا يرغبون عن أكفائهم ، ولا يستنكفون عن أقاربهم ، فأصلح الله تعالى لهم بذلك أمرهم ، وحفظهم به ما كانوا أحياء . قال : فأقام ذو القرنين عندهم حتى قبضه الله عز وجل ، ولم تطل مدة إقامته فيهم . قال وهب : عاش منذ بعثه الله تعالى إلى أن قبض خمسمائة عام . وقال غيره : أكثر من ذلك ، وقد ذكر في المعمرين . وقيل : إنه عاش ألف وستمائة وخمسين سنة ومات في حياة أمه . وقيل : إنه أدرك إبراهيم الخليل واجتمع معه وأركبه من دوابه . حكاه الأزرقي وأبو عبيد البكري . والله أعلم .
الباب الثاني من القسم الرابع من الفن الخامس في أخبار ملوك الأصقاع وهم ملوك الهند والصين والترك وجبل الفتح وملوك مصر
ذكر أخبار ملوك الهند
قال المسعودي في مروج الذهب : ذكر جماعة من أهل النظر والبحث الذين

الصفحة 249