كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)
"""""" صفحة رقم 25 """"""
عريش مصر إلى شاطئ الفرات ؛ ورجلان بالمصيصة ، ورجلان بعسقلان ، وستة في سائر البلدان ، كلما أذهب الله واحداً جاء بآخر مكانه بهم يدفع الله عن الناس البلاء وبهم يمطرون . قلت : فالخضر أين يكون ؟ قال : في جزائر البحر . قلت : فهل تلقاه ؟ قال نعم . قلت : أين ؟ قال : بالموسم . قلت : فما يكون من حديثكما ؟ قال : يأخذ من شعري وآخذ من شعره . قال : وذلك حين كان بين مراون بن الحكم وبين أهل الشام قتال . قال : فقلت : ما تقول في مروان بن الحكم ؟ قال : ما تصنع به رجل جبار عاتٍ على الله عز وجل القاتل والمقتول والشاهد في النار . قال قلت : فإني قد شهدت فلم أطعن برمح ولم أرم بسهم ولم أضرب بسيف ، وأنا أستغفر الله عز وجل أن أعود إلى ذلك المقام أو مثله أبداً . قال : أحسنت ، هكذا فكن .
قال : فإني وإياه قاعدان إذ وضع بين يديه رغيفان أشد بياضاً من الثلج ، أكلت أنا وهو رغيفاً وبعض آخر ثم رفع ، فما رأيت أحداً وضعه ولا أحد رفعه .
قال : وله ناقة ترعى في وادي الأردن ، فرفع رأسه إليها ، فما دعاها حتى جاءت فبركت بين يديه فركبها . قلت : أريد أن أصحبك . قال : إنك لا تقدر على صحبتي . قلت : إني خلو ما لي زوجة ولا عيال . قال : تزوج ، وإياك والنساء الأربع ، إياك والناشز ، والمختلعة ، والملاعنة ، والمبارئة ، وتزوج ما بدا لك من النساء .