كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)
"""""" صفحة رقم 252 """"""
ثم ملك بعده رامان ، فكان ملكه نحواً من خمسين ومائة سنة . قال : وله سير وأخبار وحروب مع ملوك فارس وملوك الصين .
ثم ملك بعده فور ، وهو الذي قتله الإسكندر بن فيلبس اليوناني مبارزة . وكان ملكه إلى أن قتل أربعين ومائة سنة . ثم ملك بعد تسام ، وهو الذي وضع كتاب كليلة ودمنة الذي نقله ابن المقفع . وكان ملكه مائة وعشر سنين ، وقيل غير ذلك . ثم ملك بعده بلهيت . وفي أيامه صنعت الشطرنج فقضى بلعبها على النرد ، وبين الظفر الذي يناله الحازم والنكبة التي تلحق الجاهل وحسب حسابهما ، ورتب لذلك كتاباً للهند يتداولونه بينهم ، ولعب بها مع حكمائه . وكانت مدة ملكه إلى أن هلك نحواً من ثمانين سنة ، وفي بعض النسخ أنه ملك ثلاثين ومائة سنة .
ثم ملك بعده كوش ، فأحدث للهند آراء في الديانات على حسب ما رأى من صلاح الوقت ، وما يحتمله أهل العصر من التكليف ، وخرج عن مذاهب من سلف . وكان في مملكته وعصره سندباد ، وله كتاب الوزراء السبعة والمعلم والغلام وامرأة الملك ، وهو الكتاب المترجم بكتاب السندباد . وعمل لهذا الملك الكتاب الأعظم في معرفة العلل والأدواء والعلاجات وأشكال الحشائش وصفتها . وكان مل هذا الملك إلى أن هلك عشرين ومائة سنة . ولما هلك اختلف الهند في آرائها فتحزبت الأحزاب وتجيلت الأجيال ، وانفرد كل رئيس بناحيته ، فملك على أرض السند ملك ، وعلى أرض القنوج ملك ، وعلى أرض قشمير ملك . فكانت مدة اجتماع الكلمة ببلاد الهند على ملك واحد على هذا الحكم نحواً من ألف سنة وست وستين سنة . وعلى القول الآخر ألف سنة ومائة سنة وست عشرة سنة . وعدة ملوكهم سبعة ملوك . والله تعالى أعلم .