كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 253 """"""
وملك بعد كوش بمدينة المانكير وهي الحوزة الكبرى ملك يسمى البلهرا . قال المسعودي : وأرض الهند أرض متسعة في البر والبحر والجبال . وملكهم يتصل بملك الزنج وهي دار مملكة المهراج . وهذه المملكة فرز بين مملكة الهند والصين . قال : ومن عادة الهند أنها لا تملك الملك حتى يبلغ عمره أربعين سنة ، ولا تكاد ملوكهم تظهر لعوامهم إلا في كل برهة معلومة من الزمان . ويكون ظهور الملك للنظر في أمور الرعية . وقال أيضاً : رأيت في بلاد سرنديب ، وهي جزيرة من جزائر البحر إذا مات ملكهم صيروه على عجلة صغيرة البكر ، وشعره ينجر على الأرض ، وامرأة بيدها مكنسة تحثو التراب على رأسه وتنادي : أيها الناس ، هذا ملككم بالأمس قد ملككم وجاز فيكم أمره قد صار إلى ما ترون من ترك الدنيا ، وقبض روحه ملك الملوك الحي القديم الذي لا يموت . فلا تغتروا بالحياة بعده . وكلام هذا معناه من الترهيب والتزهيد في هذا العالم . ويطاف به في جميع شوارع المدينة وهو كذلك ؛ ثم يفصل بأربع قطع وقد هيئ له الصندل والكافور وسائر أنواع الطيب ويحرق بالنار يذرى رماده في الرياح . قال : وكذلك فعل أكثر أهل الهند بملوكهم وخواصهم لغرض يذكرونه . قال : والملك مقصور في أهل بيت لا ينتقل منهم إلى غيرهم . وكذلك بيوت الوزراء والقضاة وسائر أرباب المراتب ، لتوارث مناصبهم ولا تغير ولا تبدل . وعندهم أن ملكهم متى شرب الشراب فقد استحق الخلع . والله الهادي .
ذكر أخبار ملوك الصين
قال أبو الحسن علي بن عبد الله المسعودي في كتابه المترجم بمروج الذهب : لما قسم فالغ بن عابر بن أرفخشذ بن سام بن نوح الأرض بين ولد

الصفحة 253