كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)
"""""" صفحة رقم 258 """"""
وظلام واجتماع وافتراق واتصال وانفصال وشروق وغروب ووجود عدم وليل ونهار وغير ذلك من سائر المتضادات ، وذكر لهم أنواع الآلام المعترضة لأجناس الحيوان الناطق والصامت ، وما يعرض للأطفال والبله والمجانين ، وأن الباري غني عن إيلامهم ، وأراهم أن هناك ضداً شديداً دخل على الخير الفاضل في فعله وهو الله ، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ، فاجتذب بذلك عقولهم ودانوا به . فإذا كان ملك الصين سمنى المذهب يذبح الحيوانات ، فتكون الحرب بينه وبين ملك الترك قائمة ، وإذا كان ماني المذهب كان الأمر بينهم مشاعاً . ك جاهلية جهلاء ، سبيلهم في الإعتقاد سبيل أنواع الترك ، إلى أن وقع إليهم شياطين المانية ، فزخرف لهم كلاماً يريهم فيه تضاد هذا العالم وتنافيه من موت وحياة وصحة وسقم وغنى وفقر وضياء وظلام واجتماع وافتراق واتصال وانفصال وشروق وغروب ووجود عدم وليل ونهار وغير ذلك من سائر المتضادات ، وذكر لهم أنواع الآلام المعترضة لأجناس الحيوان الناطق والصامت ، وما يعرض للأطفال والبله والمجانين ، وأن الباري غني عن إيلامهم ، وأراهم أن هناك ضداً شديداً دخل على الخير الفاضل في فعله وهو الله ، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ، فاجتذب بذلك عقولهم ودانوا به . فإذا كان ملك الصين سمنى المذهب يذبح الحيوانات ، فتكون الحرب بينه وبين ملك الترك قائمة ، وإذا كان ماني المذهب كان الأمر بينهم مشاعاً .
قال : وملوك الصين ذوو آراء ونحل ، إلا أنهم مع اختلاف أديانهم غير خارجين عن قضية العقل وسنن الحق في نصب القضاة والأحكام ، وانقياد الخواص والعوام إلى ذلك . قال : وأهل الصين شعوب وقبائل كشعوب العرب وأفخاذها ، ولهم مراعاة لحفظ أنسابهم . وينتسب الرجل منهم إلى خمسين أباً وأكثر إلى أن يتصل بعامور . ولا يتزوج أهل كل فخذ إلا من فخذهم ، ويزعمون أن في ذلك صحة النسل وقوام البنية ، وأن ذلك للبقاء وأتم للعمر . قال المسعودي : ولم تزل أمور الصين مستقيمة في العدل على حسب ما جرى به الأمر فيما سلف من ملوكهم إلى سنة أربع وستين ومائتين ؛ فإنه حدث في ملك الصين أمر زال به النظام وانتقض به حكم شرائعهم ومنع من الجهاد . وكان سبب ذلك أن خارجياً خرج ببلد من مدن الصين وهو من غير بيت الملك ، يقال له ياسر ، شرير . وكان في ابتداء أمره يطلب الفتوة ، ويجتمع إليه أهل الدعارة والشر ، فلحق الملوك وأرباب التدبير غفلة عنه لخمول ذكره ، وأنه ممن لا يبالي به ؛ فاشتد أمره ، ونما ذكره ، وكثر عتوه ، وقويت شوكته ، وقطع أهل الشر المسافات نحوه . فسار من موضعه وشن الغارات ، ولم يزل كذلك حتى نزل مدينة خانقو ، وهي المدينة العظيمة . قال :