كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 263 """"""
وهؤلاء ينقادون إلى ملك شروان ، ومنهم كفار لا ينقادون إليه يقال لهم الدودانية جاهلية لا يرجعون إلى قبلة . ويلي ملك شروان ملك طبرستان . ومن ممالك الجبل مملكة حيزان ، وهي داخلة في جملة الخزر . ومملكة الخزر تلي مملكة حيزان ، وبين مملكة الخزر ومدينة الباب ثمانية أيام . ومدينة الخزر اسمها سمندر . ومن مدن الخزر أيضاً مدينة إتل بينها وبين سمندر سبعة أيام ، وهي ثلاث قطع يقسمها نهر عظيم يرد من أعالي بلاد الترك ، ويتشعب منه شعبة نحو بلاد البلغار ويصب في بحر مانيطش . وفي هذه المدينة خلق من المسلمين والنصارى واليهود والجاهلية . فالملك وحاشيته وجيشه من اليهود ، والجاهلية بها من الصقالبة والروس ، وهم يحرقون موتاهم ودواب من يموت وآلاته . وإذا مات الرجل منهم أحرقت معه امرأته ، وإن ماتت المرأة لا يحرق معها الزوج . وأما المسلمون فهم جند الملك ، ويعرفون باللارسية ، وهم ناقلة من بلاد خوارزم كانوا قد وفدوا إلى هذه المملكة لقحط أصاب بلادهم في صدر الإسلام . فاستعان بهم الملك فأقاموا عنده على شروط ، منها : أن يقيموا شعار الإسلام ، وأن تكون الوزارة فيهم ، وأنه إذا كانت الحرب بينه وبين المسلمين لا يحضرونها ويحاربون معه سائر الكفار . وبالمدينة قضاة سبعة : اثنان من المسلمين ، واثنان للخزر يحكمان بحكم التوراة ، واثنان من النصارى يحكمان بالإنجيل ، وواحد من الصقالبة والروس والجاهلية يحكم بالقضايا العقلية . وإذا ورد ما لا علم لهم به من النوازل الكبار اجتمعوا إلى قضاة المسلمين فتحاكموا إليهم وانقادوا لما توجبه الشريعة الإسلامية . وليس في الملوك من عنده جند مرتزقة غير ملك الخزر .

الصفحة 263