كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)
"""""" صفحة رقم 265 """"""
ولهم رؤساء . وهم مهادنون لأهل مملكة اللان . ثم يليهم مما يلي السور والجبل مملكة يقال لها زره كران . وتفسير ذلك بالعربية عمال الزرد ؛ لأن أكثرهم يعملون الزرد والسيوف واللجم والركب وغير ذلك من آلات الحديد . وهم ذوو أديان مختلف من المسلمين والنصارى واليهود . وبلدهم بلد ممتنع خشن قد امتنعوا فيه ممن جاورهم من الأمم لخشونته . ثم يلي هؤلاء ملك السرير ويدعى قبلان شاه يدين بالنصرانية . ودار مملكته تعرف بخندج ، وله اثنتا عشرة ألف قرية يستعبد منهم من شاء . وبلده بلد منيع . وهو شعب من جبل الفتح . وهذا الملك يغير على الخزر ويستظهر عليهم . ثم يلي هذه المملكة مملكة اللان . وملكها يقال له كركنداج ، وهذا الاسم غالب على سائر ملوكهم . وكانوا جاهلية ثم دانوا بالنصرانية ، ثم رجعوا فيها بعد العشرين والثلاثمائة . وصاحب اللان يركب في ثلاثين ألف فارس . ثم يلي ملك اللان أمة يقال لها كمشك . وتفسير هذا الاسم بالفارسية التيه والصلف . وهم بين جبل الفتح وبحر الروم . وهي تنقاد إلى دين المجوسية . قال : وليس في الأمم التي ذكرناها أنقى أجساداً ، ولا أصفى لوناً ، ولا أحسن رجالاً ، ولا أصبح نساءً ، ولا أقوم قدوداً ، ولا أرق أخصاراً وأظهر أردافاً ، ولا أحسن شكلاً من هذه الأمة . ونساؤهم موصوفات بلذة الخلوة . ولباسهن البياض والديباج الرومي والسقلاطون وغير ذلك من أنواع الديباج المذهب . واللان تستظهر على هذه الأمة إلا أنها تمتنع منها بقلاع لها على ساحل البحر . وتلي هذه الأمة على ساحل البحر أمة يقال لبلدهم السبع بلدان ، وهي أمة كثيرة ممتنعة بعيدة الدار . ويلي هذه الأمة أمة عظيمة يقال لها إرم ذات العماد ذوو خلق عجيب جاهلية الآراء . ويلي هذه الأمة صحراء نحو من