كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)
"""""" صفحة رقم 30 """"""
ذكر خبر الملك طالوت وإتيان التابوت وخبر جالوت
قالوا : ولما سألوا أشمويل أن يبعث لهم ملكاً ، سأل الله تعالى في ذلك ، فأتى بعصاً وقرن فيه دهن القدس ، وقيل له : إن صاحبكم الذي يكون ملكاً طوله طول هذه العصا ؛ وقيل له : أنظر إلى القرن الذي فيه الدهن فإذا دخل عليك رجل فنش الدهن الذي في القرن فهو ملك بني إسرائيل ، فادهن به رأسه ، وملكه عليهم ؛ فقاسوا أنفسهم بالعصا فلم يكونوا مثلها ؛ وكان طالوت - واسمه بالسريانية شارك ، وبالعبراينة شاول بن قيس بن أنيال بن ضرار بن أحرب بن أفيح بن آيش بن بنيامين ابن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم - . رجلاً دباغاً يعمل الأدم . قال وهب وعكرمة والسدي : كان سقاء يسقى على حمار من النيل ، فضل حماره ، فخرج في طلبه . وقال وهب : بل ضلت حمر لأبي طالوت ، فأرسله وغلاماً له يطلبانها ، فمرا ببيت أشمويل فقال الغلام لطالوت : لو دخلنا على هذا النبي فسألناه عن أمر حمرنا ليرشدنا ويدعو لنا بخير . فقال نعم . فدخلا عليه ، فبينما هما عنده يذكران شأن الحمر إذ نش الدهن في القرن فقام أشمويل وقاس طالوت بالعصا ، فكانت على طوله ، فقال لطالوت قرب رأسك . فقربه فدهنه بدهن القدس ، ثم قال له : أنت ملك بني إسرائيل ، وقد أمرني الله تعالى أن أملكك عليهم . فقال طالوت :