كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 31 """"""
أنا ؟ قال نعم . قال : أو ما علمت أن سبطى أدنى الأسباط في بني إسرائيل ؟ قال بلى . قال : أفما علمت أ ، بيتي أدنى بيوت بني إسرائيل ؟ قال بلى . قال : فبأي آية أكون ملكاً ؟ قال : بآية أنك ترجع وقد وجد أبوك حمره . فكان كذلك .
ثم قال لبني إسرائيل : " إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه " ؛ وإنما قالوا ذلك لأنه كان في بني إسرائيل سبطان : سبط نبوة ، وسبط مملكة ؛ فكان سبط النبوة سبط لاوى بن يعقوب ، منهم موسى وهارون عليهما السلام وسبط المملكة سبط يهوذا بن يعقوب ، منهم سليمان بن داود ؛ ولم يكن طالوت من سبط النبوة ولا المملكة ، وإنما كان من سبط بنيامين بن يعقوب ، وكانوا عملوا ذنباً عظيماً ؛ كانوا ينكحون النساء على ظهر الطريق نهاراً ، فغضب الله تعالى عليهم ، ونزع النبوة والمملكة منهم ، فأنكر بنو إسرائيل ذلك وقالوا : " أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال " قال أشمويل : " إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة " ، أي فضيلة وسعة " في العلم " وذلك أنه كان أعلم بني إسرائيل في وقته . وقال الكلبي : في العلم بالحرب . " والجسم " يعني بالطول والقوة ؛ وكان يفوق الناس برأسه ومنكبيه ؛ وإنما سمى طالوت لطوله . وقال ابن كيسان : للجمال ، وكان أجمل رجل في بني إسرائيل وأعلمهم " والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم " . قالوا : فما آية ذلك ؟ " قال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هرون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين " .
ذكر قصة التابوت وصفته وما قيل فيه
قال أبو إسحاق الثعلبي رحمه الله : قال أهل التفسير وأصحاب الأخبار . إن الله تعالى أهبط تابوتاً على آدم حين أهبط آدم إلى الأرض ، فيه صور الأنبياء من أولاده ، وفيه بيوت بعدد الرسل منهم ، وآخر البيوت بيت محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وهو من ياقوتة حمراء ، وإذا هو قائم يصلي وعن يمينه الكهل المطيع ، مكتوب على جبينه : هذا أول من يتبعه من أمته أبو بكر الصديق وعن يساره الفاروق ، مكتوب على جبينه :

الصفحة 31