كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 34 """"""
من التوراة ، وقفيز من المن الذي كان ينزل عليهم ، ونعلا موسى ، وعمامة هارون وعصاه . وكان التابوت عند بني إسرائيل ؛ وكانوا إذا اخلتفوا في شيء تكلم وحكم بينهم ، وإذا حضروا القتال قدموه بين أيديهم يستفتحون به على عدوهم ، فلما عصوا وأفسدوا سلط الله عز وجل عليهم العمالقة فاستلبوا التابوت كما تقدم .
ذكر إتيان التابوت إلى بني إسرائيل وسبب عوده
قال أبو إسحاق : لما سلب العمالقة قوم جالوت التابوت كان جالوت صغيراً ، فأتوا بالتابوت قرية من قرى فلسطين يقال لها أشدود ، وجعلوه في بيت صنم لهم ووضعوه تحت الصنم الأعظم ، فأصبحوا من الغد والصنم تحته ، فأخذوه ووضعوه فوقه ، وسمروا قدمي الصنم على التابوت ، فأصبحوا من الغد وقد قطعت يد الصنم ورجلاه ، وأصبح ملقى تحت التابوت وأصبحت أصنامهم كلها منكسة ، فأخرجوه من بيت الصنم ووضعوه في ناحية من مدينتهم ، فأخذ أهل تلك الناحية وجع في أعناقهم حتى هلك أكثرهم ، فقال بعضهم لبعض : أليس قد علمتم أن إله بني إسرائيل لا يقوم له شيء ، فأخرجوه عن مدينتكم ، فأخرجوه إلى قرية أخرى ، فبعث الله عز وجل على تلك القرية فأر ، يبيت الرجل صحيحاً فيقرضه الفأر فيصبح ميتاً قد أكلت ما في جوفه ، فأخرجوه منها إلى الصحراء ودفنوه في مُخْرَأةٍ لهم ، فكان كل من تبرز هناك أخذه الباسور والقولنج ، فتحيروا ، فقالت لهم امرأة كانت عندهم من سبي بني إسرائيل من أولاد الأنبياء : لا تزالون ترون ما تكرهون ما دام هذا التابوت فيكم ، فأخرجوه عنكم ، فأتوا بعجلة بإشارة تلك المرأة فحملوا التابوت عليها ، ثم علقوها على ثورين ، ثم ضربوا جنوبهما ، فأقبل الثوران يسيران ، ووكل

الصفحة 34