كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)
"""""" صفحة رقم 35 """"""
الله تعالى بهما أربعة من الملائكة يسوقونهما ، فلم يمر التابوت بشيء من الأرض إلا كان مقدساً ، فأقبلا حتى وقفا على أرض فيها حصاد لبني إسرائيل فكسرا برتهما وقطعا حبالهما ، ووضعا التابوت فيها ورجعا إلى أرضهما ، فلم يرع بني إسرائيل إلا التابوت ، فكبروا وحمدوا الله تعالى .
وقال الكسائي : إنهم لما دفنوه إلى جنب الحش وأخذهم الباسور أعادوه إلى الكنيسة . فغزاهم بعض الفراعنة فهزمهم ودخل الكنيسة ، وأخذوا التابوت وهموا بفتحه فلم يقدروا فهموا بكسره فلم يقدروا ، فتركوه ؛ فكان القوم يتشاءمون به لما كان يصيبهم من البلاء ، فحولوه إلى خمس مدائن ، فقال أهل المدينة الخامسة : إن هذا البلاء يصيبكم بسبب هذا التابوت فأخرجوه . وساق نحو ما تقدم .
وقوله تعالى : " تحمله الملائكة " أي تسوقه . فعند ذلك أقروا بملك طالوت . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : جاءت الملائكة بالتابوت تحمله بين السماء والأرض وهم ينظرون إليه حتى وضعوه في دار طالوت ، فأقروا بملكه . قال الله تعالى : " إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين " .
قال ابن عباس رضي الله عنهما إن التابوت وعصا موسى في بحيرة طبرية ، وإنهما يخرجان يوم القيامة . والله أعلم .
ذكر مسير طالوت بالجنود وخبر النهر الذي ابتلوا به
قالوا : فلما أقروا بملك طالوت سألوه أن يغزو بهم ، وهم يؤمئذ سبعون ألف مقاتل . وقيل : ثمانون ألفاً لم يتخلف عنه إلا كبير لهرمه أو مريض لمرضه أو ضرير لضره أو معذور لعذره ؛ وذلك أنهم لما رأوا التابوت قالوا : قد أتانا التابوت وهو