كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 5 """"""
وحكى الكسائي في كتاب المبتدا أن يوشع أخذ في الجهاد بعد وفاة موسى - ع - حتى فتح الله على يديه نيفاً وثلاثين مدينة من مدن الكفار بأرض الشام . قال : ثم سار ببني إسرائيل إلى أريحا لقتال الحبارين ، وكانوا قد عادوا إليها بعد أن فتحها موسى ، فقاتلهم يوم الجمعة ، وساق نحو ما تقدم من حبس الشمس . قال : وفسد على أهل علم النجوم علوم كثيرة من ذلك اليوم .
قال الكسائي : ولما فرغ يوشع بن نون من قتال الجبارين بأريحا سار ببني إسرائيل إلى أرض بني كنعان ، فقاتلهم حتى قتل أكثر من ثلاثين ملكاً ، وفتح ثلاثين حصناً .
قال الثعلبي في تفسيره : ولما قتل يوشع الملوك واستباح الأموال جمع الغنائم فلم تنزل النار ، فأوحى الله تعالى إلى يوشع أن فيها غولاً ، فمرهم فليبايعوك فبايعوه ، فالتصقت يد رجل منهم بيده ، فقال : هلم ما عندك . فأتاه برأس ثور من ذهب مكلل بالياقوت والجوهر كان قد غله ، فجعله في القربان وجعل الرجل معه ، فجاءت النار فأكلت الرجل والقربان .
قالوا : ثم مات يوشع فدفن في جبل أفرائيم ، وكان عمره مائة وستا وعشرين سنة ، وتدبيره أمر بني إسرائيل بعد وفاة موسى - ع - تسعا وعشرين سنة . وقال الكسائي : أربعين سنة . والله تعالى أعلم .

الصفحة 5