كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)
"""""" صفحة رقم 56 """"""
وقال ثابت : ما شرب داود شرباً بعد المغفرة إلا ونصفه ممزوج بدموع عينيه . وعن الأوزاعي قال : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه قال : " خدت الدموع في وجه داود - ع - خديد الماء في الأرض " .
ذكر ميلاد سليمان بن داود عليهما السلام
قال الكسائي : كان لداود - ع - عدة من الولد ، فسأل الله تعالى أن يرزقه ولداً يرث ملكه ؛ فرزقه الله تعالى سليمان . فنودي إبليس عند ما حملت به أمه : يا ملعون ، قد حمل في هذه الليلة برجل يكون طول حزنك على يديه ، ويكون أولادك له خداما . ففزع من ذلك وجمع الشياطين وأخبرهم بأمر المولود وما سمعه وقال : إنه لا يكون إلا من داود ، فإنه خير أهل الأرض .
قال : فلما وضعته أمه أتت الملائكة إلى داود وقالوا : أقر الله عينك به . فبادر داود إلى منزله فرأى أعلام الملائكة منصوبة ، فخر داود شكراً لله تعالى ، وقرب قرباناً عظيماً . ثم جاءه إبليس وقال : يا دود ، أقر الله عينك بولدك ، غير أنه يقتلك ويسلبك ملكك ، فاقتله صغيراً وإلا قتلك كبيراً ، فغضب منه ولعنه ، فانصرف وقد خاب أمله .
قال : ونشأ سليمان ، فكان داود إذا تلا الزبور حفظ ما يتلوه لوقته ، وحفظ التوراة ، وكان يحكم بحضرة أبيه .
ذكر خبر أبشالوم بن داود
قال الكسائي : كان من خبر أبشالوم أنه لما كان من أمر فتنة داود - ع - ما قدمناه ، تكلم بعض بني إسرائيل في ذلك وجاءوا إلى أبشالوم وهو ابن بنت طالوت ، وقالوا : إن أباك قد كبر وعجز عن سياستنا ، وقد وقع في هذه الخطيئة ، وأنت أكبر أولاده ، والرأي أن ندعو الناس إليك وتقوم مقامه ، فتبع رأيهم وتولى الملك . فخاف داود على نفسه من سفهاء بني إسرائيل ، ففارق منزله واعتزل القوم برجلين من أصحابه . ثم جاء رجل من بني إسرائيل اسمه أحيتوفل إلى