كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 6 """"""
ولما مات استخلف على بني إسرائيل كالب بن يوقنا ، وهو من أولاد يهودا بن يعقوب ، وكان من الزهاد ، فسار فيهم أجمل سيرة حتى قبضه الله تعالى .
فاستخلف عليهم ابنه برشاناس وكان نظير يوسف الصديق - ع - في حسنه وجماله ، فافتتن الناس به ، فسأل الله تعالى أن يغير خلقته ، فأصابه الجدري ، فتغيرت خلقته ، فأنكره الناس وأكثروا من سؤاله عن خبره ، فشق ذلك عليه وشغله عن عبادته ، فسأل الله تعالى أن يزيده تشويهاً ، فاسترخى وجهه ، وظهرت له أسنان طوال ، وقبح حتى كره الناس أن ينظروا إليه ، وعرفوا منه الاجتهاد في عبادة الله تعالى وطاعته ، فاختاروه وسمعوا له وأطاعوا ، ولم يزل بين أظهرهم أربعين سنة ثم قبضه الله تعالى .
فقام بأمرهم العيزار بن هارون بن عمران ، وكان قد أسن ولا ولد له ، فجعلوا يقولون : ما حرم الولد إلا لذنب عظيم . فسأل الله الولد ، فرزقه ولداً بعد كبر سنه وإياس زوجته صفورية بنت عمه موسى بن عمران وجدد له قوة ، ولها جمالاً وحسناً ، وسمى ولده سباسبا وجاء عالماً بالتوراة ، فاستخلفه والده على بني إسرائيل ، فقام بأمرهم ، وتزوج بامرأة يقال لها صفورية ، فأولدها إلياس . هكذا نقل الكسائي .
وقال الثعلبي في قصصه في خبر ابن كالب وسماه بوساقوس : وأنه لما افتتن الناس به سأل الله تعالى أن يغير صورته مع سلامة حواسه وجوارحه فأصابه الجدري . وقال : إنه لبث فيهم مائة سنة ، ثم قبضه الله عز وجل ، ولم يذكر العيزار وابنه ، بل ذكر خبر حزقيل . والله تعالى أعلم .

الصفحة 6