كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 60 """"""
قال : فمسخ الله هؤلاء الذين اعتدوا في السبت قردة ، ومسخ أصحاب المائدة خنازير - وسنذكر إن شاء الله خبر أصحاب المائدة في موضعه من أخبار عيسى - ع - قال : فكان أحدهم يأتي حميمه من المؤمنين وعيناه تذرفان دمعاً فيقول له : أنت فلان ؟ فيشير برأسه ، أي نعم . فيقول لهم المؤمنون : قد أنذرناكم عذاب ربكم وعقوبته فلم تتعظوا ، فنزل بكم ما نزل .
قال الثعلبي قال قتادة : صارت الشبان قردة ، والشيوخ خنازير ، فما نجا إلا الذين نهوا وهلك سائرهم . قال : ثم برز الممسوخون من المدينة وهاموا على وجوههم متحيرين ، فمكثوا ثلاثة أيام ثم هلكوا ، وكذلك لم يلبث مسخ فوق ثلاثة أيام ، ولم يتوالدوا ولم يتناسلوا . ثم بعث الله تعالى عليه ريحاً ومطراً فقذفهم في البحر . فإذا كان يوم القيامة أعادهم الله إلى صورهم الأولى البشرية ، فيدخلهم النار والله أعلم .
ذكر استخلاف داود ابنه سليمان عليهما السلام وخبر الصحيفة وابتداء أمر الخاتم
قال الكسائي رحمه الله : ولما أتى على سليمان بضع وعشرون سنة نزل جبريل على داود بصحيفة ، وأمره عن الله تعالى أن يجمع أولاده ويقرأ عليهم ما في الصحيفة من المسائل ، فمن أجاب عما فيها فهو الخليفة من بعده ، فأحضر داود أولاده ، وكان سليمان أصغرهم سناً ، وقرأ عليهم ما في الصحيفة ، فأقروا بالعجز عن معرفتها ، وذلك بحضور مشيخة بني إسرائيل ، فقال داود - ع - لسليمان - ع - : أجب عن هذه المسائل . فقال : أرجو أن يهديني الله تعالى إلى جوابها فقال : يا سليمان ، ما الشيء ؟ قال : المؤمن . قال : فما بعض الشيء ؟ قال : الفاجر . قال : فما لا شيء ؟ قال : الكافر . قال : فما كل شيء ؟ قال : الماء . قال : فما أكبر شيء ؟ قال : الشرك . قال : فما أقل شيء ؟ قال : اليقين . قال : فما أمر شيء ؟ قال : الفقر بعد الغنى . قال : فما أحلى شيء ؟ قال : المال والولد . قال : فما أقبح شيء ؟ قال : الكفر بعد الإيمان . قال : فما أحسن شيء ؟ قال : الروح في الجسد . قال : فما أوحش شيء ؟ قال : الجسد

الصفحة 60