كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 61 """"""
بلا روح . قال : فما أقرب شيء ؟ قال : الآخرة من الدنيا . قال فما أبعد شيء ؟ قال الدنيا من الآخرة . قال : فما أشر شيء ؟ قال : المرأة السوء . قال : فما خير شيء ؟ قال : المرأة الصالحة .
قال : وكان داود يصدقه عقب كل مسئلة ، ثم التفت إلى بني إسرائيل فقال : ما أنكرتم من قول ابني ؟ قالوا : ما أخطأ في شيء متعك الله به ، وبارك لنا ولك فيه . قال : أترضون أن يكون خليفتي عليكم ؟ قالوا نعم . هذا ما أورده الكسائي رحمه الله .
وقد ذكر الثعلبي في هذه القصة زيادات نذكرها . قال أبو إسحاق الثعلبي رحمه الله تعالى قال أبو هريرة رضي الله عنه : نزل كتاب من السماء مختوم بخاتم من الذهب على داود فيه ثلاث عشرة مسألة ، فأوحى الله تعالى إليه أن اسأل عنها ابنك سليمان ، فإن هو أخرجها فهو الخليفة من بعدك . قال : وإن داود - ع - دعا سبعين قسيساً وسبعين حبراً ، ولم يذكر أولاده . قال : وأجلس سليمان بني أيديهم وقلا له : يا بني ، إن الله أنزل من السماء كتاباً فيه مسائل ، وأمرت أن أسألك عنها ، فإن أخرجتها فأنت الخليفة من بعدي . قال سليمان : اسأل يا نبي الله عما بدا لك ، وما توفيقي إلا بالله .
قال داود : أخبرني يا بني ، ما أقرب الأشياء ؟ وما أبعد الأشياء ؟ وما آنس الأشياء ؟ وما أكثر الأشياء ؟ وما أوحش الأشياء ؟ وما أحسن الأشياء ؟ وما أقبح الأشياء ؟ وما أقل الأشياء ؟ وما أكثر الأشياء ؟ وما القائمان ؟ وما المختلفان ؟ وما المتباغضان ؟ وما الأمر الذي إن ركبه الرجل حمد آخره ؟ وما الأمر الذي ركبه الرجل ذم آخره ؟ .
قال سليمان : أما أقرب الأشياء فالآخرة . وأما أبعد الأشياء فما فاتك من الدنيا . وأما آنس الأشياء فجسد فيه روح . وأما أوحش الأشياء فالجسد بلا روح . وأما أحسن الأشياء فالإيمان بعد الكفر . وأما أقبح الأشياء فالكفر بعد الإيمان . وأما أقل الأشياء

الصفحة 61