كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 7 """"""
ذكر خبر حزقيل عليه السلام
- ع قال أبو إسحاق الثعلبي رحمه الله تعالى قالت العلماء لما قبض الله تعالى كالب وابنه ، بعث الله عز وجل حزقيل إلى بني إسرائيل ، وهو حزقيل بن بوذى ، ويلقب بابن العجوز .
قال : وإنما لقب بذلك لأن أمه سألت الله تعالى الولد وقد كبرت وعقمت ، فوهبه الله تعالى لها ، وهو الذي أحيا الله تعالى القوم بعد وفاتهم بدعائه ، وهم الذين قال الله تعالى فيهم : " ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم " .
قال قال أكثر المفسرين : كانت قوية يقال لها داوردان قبل واسط وقع بها الطاعون ، فخرج منها طائفة هاربين من الطاعون وبقيت طائفة ، فهلك أكثر من بقي في القرية ، وسلم الذين خرجوا ، فلما ارتفع الطاعون رجعوا سالمين . فقال الذين بقوا : أصحابنا كانوا أحرم منا ، لو صنعنا كما صنعوا لبقينا ، ولئن وقع الطاعون بها ثانية لنخرج إلى الأرض التي لا وباء فيها . فوقع الطاعون من قابل ، فهرب عامة أهلها ، فخرجوا حتى نزلوا وادياً أفيح ، فلما نزلوا المكان الذي يبغون فيه الحياة والنجاة ، إذا هم بملك من أسفل الوادي وآخر من أعلاه يناديهم كل واحد منهم أن موتوا فماتوا .
وقال الضحاك ومقاتل والكلبي : إنما فر هؤلاء من الجهاد ؛ وذلك أن ملكاً من ملوك بني إسرائيل أمرهم أن يخرجوا إلى قتال عدوهم ، فخرجوا فعسكروا ثم جبنوا وكرهوا الموت واعتلوا وقالوا لملكهم : إن الأرض التي نأتيها بها الوباء فلا نأتيها حتى ينقطع منها الوباء ؛ فأرسل الله تعالى عليهم الموت ، فلما رأوا أن الموت

الصفحة 7