كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 80 """"""
ولدته أمه ، ولا يدخله مستتيب إلا تبت عليه ، ولا خائف إلا أمنته ، ولا سقيم إلا شفيته ، ولا مجدب إلا أخصبته وأغنيته . وإذا أجبت دعوتي فاجعل علامتها أن تقبل قرباني . قال : فنزلت نار من السماء فسدت ما بين الخافقين ثم امتد منها عنق فاحتمل القربان وصعد به إلى السماء .
وقال سعيد بن المسيب : لما فرغ سليمان من بناء بيت المقدس تغلقت أبوابه ، فعالجها سليمان فلم تنفتح حتى قال في دعائه : بصلوات أبي داود إلا ما فتحت الأبواب ، ففتحت . ففرغ له سليمان - ع - عشرة آلاف من قراء بني إسرائيل ، خمسة آلاف بالليل ، وخمسة آلاف بالنهار ، فلا تأتي ساعة من ليل أو نهار إلا والله عز وجل يعبد فيها فيه .
وحكى الكسائي في خبر بناء بيت المقدس قال : فأوحى الله تعالى إلى سليمان - ع - أن تبني بيت المقدس وترفع قواعده كما رفع إبراهيم قواعد البيت العتيق ، وأن تبنيه على صخرة المعراج . فأمر سليمان الجان أن تقطع الصخور . وتنقل الرخام والأحجار والعمد وآلات العمارة إليه ؛ ثم أمر بالبناء على الأساس الذي كان داود وضعه . فلما كمل البناء انهار وانهدم ؛ فأمر أن يحفر أساسه حتى يبلغ الماء ، وعقد البناء بالحجارة المنحوتة بعضها على بعض ، فغلب الماء على البناء فما انعقد الأساس . فأمر أن تصنع قلال النحاس والرصاص ، وختمها بخاتمه ، وجعلها تحت الأساس . ثم أمر بالبناء فوقها فبنيت وارتفع البناء ، وعمل فيه عشرة آلاف عمود من الرخام الملون ، يلي كل عمود سارية من الذهب ، وسارية من الفضة ؛ ومحاريب الذهب والفضة ، وكمل البناء والزخرفة في أربعين يوماً .
قال : وكان يعمل فيه في كل يوم ألف عفريت من الجن وألف شيطان وألف من الإنس . وفرغ منه يوم عرفة ، واتخذ له قناديل من الذهب بسلاسل الفضة .

الصفحة 80