كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)
"""""" صفحة رقم 83 """"""
ذكر خبر الخيل وما قيل فيها
قال الله تعالى : " إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد ، فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها علي فطفق مسحاً بالسوق والأعناق " . قال أبو الحسن علي بن إبراهيم الحوفي في كتاب البرهان في علوم القرآن في تفسيره هذه الآية : الصافن من الخيل الذي يجمع بين يديه . وقال الفراء : الصافن هو القائم . وقال مجاهد : صفون الفرس إذا رفع رجليه حتى يكون عى طرف الحافر قال ابن زيد : أخرجها الشيطان لسليمان من مرج من مروج البحر . والصفن أن يقوم الفرس على ثلاث ويرفع رجلاً واحدة ، يكون طرف الحافر على الأرض . قال : وكانت لها أجنحة . قال : والجياد السراع . وذكر أنها كانت عشرين فرساً ذوات أجنحة . قال وقوله : " إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب " إنه لها عن الصلاة حتى فاتته . قال قتادة والسدي : الخير : الخيل . وروي عن علي رضي الله عنه أنه سئل عن الصلاة الوسطى فقال : هي العصر ، وهي التي فتن بها سليمان . " حتى توارت بالحجاب " ، يعني الشمس حتى تغيب في مغيبها . وقوله " ردوها علي " أي الخيل التي عرضت علي فشغلتني عن الصلاة . " فطفق مسحاً بالسوق والأعناق " ، أي جعل يمسح فهيا السوق وهو جمع ساق . قال بعضهم : عقرها وضرب أعناقها ؛ قاله قتادة والحسن والسدي . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : جعل يمسح أعرافها وعراقيبها بيده حباً لها . وقيل : كشف عن عراقيبها وضرب أعناقها وقال : لا تشغليني عن عبادة ربي مرة أخرى . قال أبو إسحاق : يجوز أن يكون الله أباح له ذلك لأنه لا يجعل التوبة من الذنب بذنب أعظم منه . والله أعلم .