كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 84 """"""
وقال الثعلبي رحمه الله في قصة الخيل قال الكلبي : غزا سليمان أهل نصيبين ، فأصاب منهم ألف فرس . وقال مقاتل : ورث سليمان من أبيه داود ألف فرس ، كان داود أصابها من العمالقة .
قالوا : فصلى سليمان الصلاة الأولى وقعد على كرسيه ، فعرض عليه منها تسعمائة فرس ؛ فتنبه لصلاة العصر ، فإذا الشمسي قد غابت وفاتته الصلاة ولم يعلم بذلك ، فاغتم وقال : ردوها علي ، فردت عليه ، فعرقبها بالسيف ، وقربها إلى الله عز وجل وبقي منها مائة فرس . فما في أيدي الناس من الخيل العراب فهي من نسل تلك المائة . وقال كعب : كانت الأفراس أربعة عشر فرساً ، فأمر بضرب أعناقها وسوقها بالسيف وقتلها ؛ فسلبه الله ملكه أربعة عشرة يوماً ؛ لأنه ظلم الخيل بقتلها . قال الثعلبي وقال قوم : " فطفق مسحاً بالسوق والأعناق " حبسها في سبيل الله وكوى سوقها وأعناقها بميسم الصدقة . وروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن الله تعالى أمر الملائكة الموكلين بالشمس فردوها ، وصلى سليمان العصر في وقتها .
ذكر خبر بساط سليمان - عليه السلام -
قال الكسائي : وكان سليمان إذا ركب الريح تقدم أمام بساطه البعوض ثم الزنابير وكل ما يطير في الهواء ، ثم الشياطين . وكان إذا أراد أن يركب الريح دعا الرياح الثمانية : الشمال والجنوب والصبا والدبور والصرصر والعقيم والكرس والراكي ، فيبسط بعضها على بعض ؛ ثم يبسط بساطه على هذه

الصفحة 84