كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)
"""""" صفحة رقم 88 """"""
قال : فلما توفي الله سليمان - ع - وجاء بختنصر إلى بيت المقدس أخذ الكرسي وحمله إلى أنطاكية ، وأراد أن يصعد عليه ولم يكن له علم بالصعود عليه ولا معرفة بأحواله . فلما وضع قدمه على الدرجة رفع الأسد يده اليمنى فضربه ضربة شديدة دقه ورماه ، فحمل بختنصر ، فلم يزل يعرج منها ويتوجع إلى أن مات . وبقي الكرسي بأنطاكية حتى غزاهم ملك من ملوك الشام يقال له كداس بن سدارس فهزم خليفة بختنصر ورد الكرسي إلى بيت المقدس ، فلم يستطع أحد من الملوك الصعود إليه . فوضع تحت الصخرة فغاب فلم يعرف له خبر ولا يدري أين هو . والله أعلم بالصواب .
ذكر خبر بلقيس وابتداء أمرها
قال الكسائي قال كعب : هي بلقيس بنت ذي شرح ، وهي متولدة من الإنس والجن . وأمها عميرة بنت ملك الجن . وكان لاتصال ذي شرح والد بلقيس بعميرة بنت ملك الجان سبب عجيب نذكره على ما حكاه الكسائي ، قال : أهلك الله تعالى مساكن سبأ بسيل العرم ، على ما نذكر ذلك في كتابنا هذا إن شاء الله تعالى ، وهو يلي أخبار ملوك قحطان ، وذلك في الباب الثاني من القسم الرابع من الفن الخامس في السفر الثالث عشر من هذه النسخة . قال : فلما انقرضوا وأبادهم الفناء