كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 94 """"""
قال الكسائي : وكانت بلقيس قد أعدت مائة لبنة من الذهب ، ومائة لبنة من الفضة ، ومائة غلام أمرد ، لكل غلام ضفائر النساء ، ومائة وصيفة مضمومات الشعر .
قال الثعلبي : واختلفوا في عددهم ، فقال الكلبي : عشرة غلمان وعشر جوار . وقال مقاتل : مائة وصيف ومائة وصيفة . وقال مجاهد : مائتا غلام ومائتا جارية .
وقال وهب : خمسمائة غلام وخمسمائة جارية . وألبست الغلمان ثياب الوصائف ، وألبست الوصائف ثياب الغلمان .
وقال الثعلبي : قال وهب وغيره من أهل الكتاب : عمدت بلقيس إلى خمسمائة جارية وخمسمائة غلام ، فألبست الجواري لباس الغلمان ، وألبست الغلمان لباس الجواري ، وجعلت في سواعدهم أساور من ذهب ، وفي أعناقهم أطواقاً من ذهب ، وفي آذانهم أقراطاً وشنوفاً من ذهب مرصعات بألوان الجواهر ، وحملت الجواري على خمسمائة رمكة ، والغلمان على خمسمائة برذون ، على كل فرس لجام من ذهب مرصع بالجواهر ، وغواشيها من الديباج الملون ، وبعثت إليه خمسمائة لبنة من ذهب ، وخمسمائة لبنة من فضة .
قالوا : وعمدت إلى تاج من ذهب مرصع بالجواهر ، ومائة فرس من جياد خيول اليمن ، عليها براقع الحرير وأجلة الديباج ، وبعثت بحقة من ذهب فيها درة غير مثقوبة ، وجزع يماني مثقوب معوج الثقب ، وقارورة بعثت ذلك مع وزيرها ، وكتبت جواب كتاب سليمان وقالت : قد بعثت إليك بمائتي وصيف ووصيفة على سن واحدة ، وأحب أن تميز ذكورهم من إناثهم من غير أن تكشف عنهم ، ودرة غير مثقوبة تأمر من يثقبها من غير أن تستعين بأحد من الإنس والجن والشياطين ، وجزع مثقوب تدخل فيه خيطاً ، وقارورة تملؤها ماء ما نزل من السماء ولا نبع من الأرض .

الصفحة 94