كتاب مصنف عبد الرزاق - ط التأصيل الثانية (اسم الجزء: 6)

"مُضْطَرِبٌ رَجِلُ الرَّأْسِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ (¬١) "، قَالَ: "وَلَقِيتُ عِيسَى عليه السلام" فَنَعَتَهُ، فَقَالَ: "رَبْعَةٌ (¬٢) أَحْمَرُ كَأَنَّمَا خَرَجَ مِنْ دِيمَاسٍ (¬٣) "، قَالَ: "وَرَأَيتُ إِبْرَاهِيمَ وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ"، قَالَ: "وَأَتَى بِإِنَاءَيْنِ فِي أَحَدِهِمَا لَبَنٌ وَفِي الْآخَرِ خَمْرٌ، فَقَالَ: خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ، فَشَرِبْتُهُ، فَقِيلَ لِي: هُدِيتَ لِلْفِطْرَةِ (¬٤) أَوْ أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَخَذتَ الْخَمْرَ غَوَتْ (¬٥) أُمَّتُكَ".

٢ - غَزْوَةُ الْحُدَيْبِيَةِ (¬٦)
° [١٠٥٦٤] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَر بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ صَدَّقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، قَالَا: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِذِي الْحُلَيْفَةِ (¬٧) قَلَّدَ (¬٨) رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الْهَدْيَ وَأَشْعَرَهُ (¬٩)، وَأَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ، وَبَعَثَ بَيْنَ يَدَيْهِ
---------------
(¬١) شنوءة: قبيلة عربية تنسب إلى الأزد بن الغوث، كان موطنها اليمن، فلما تصدع سدّ مأرب تفرقت بين أنحاء الجزيرة. (انظر: أطلس الحديث النبوي) (ص ٣٥).
(¬٢) رجل ربعة أو مربوع: بين الطويل والقصير. (انظر: النهاية، مادة: ربع).
(¬٣) الديماس: الحَمَّام، والمراد وصفه بصفاء اللون ونضارة الجسم وكثرة ماء الوجه، كأنه خرج من حمام. (انظر: المرقاة) (٩/ ٧٠٢).
(¬٤) الفطرة: الدين الذي فطر الله عليه الخلق. (انظر: المشارق) (٢/ ١٥٦).
(¬٥) الغواية: الضلال. (انظر: النهاية، مادة: غوا).
(¬٦) الحديبية: تقع على مسافة اثنين وعشرين كيلو مترا غرب مكة على طريق جدة، ولا تزال تعرف بهذا الاسم. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٩٧).
° [١٠٥٦٤] [شيبة: ٣٧٢٣١، ٣٨٠٠٥].
(¬٧) ذو الحليفة: ميقات أهل المدينة، تبعد عن المدينة على طريق مكة تسعة كيلو مترات جنوبًا، فيها مسجده - صلى الله عليه وسلم -، وتعرف اليوم عند العامة ببئار علي. (انظر: المعالم الجغرافية) (ص ١٠٣).
(¬٨) تقليد الهدي: أن يجعل في رقبة الهدي شيئا كالقلادة من لحاء شجرة أو غيره ليُعلم أنها هدي. (انظر: مجمع البحار، مادة: قلد).
(¬٩) الإشعار: أن يشق أحد جنبي سنام البدنة حتى يسيل دمها، ويجعل ذلك لها علامة تعرف بها أنها هَدْيٌ. (انظر: النهاية، مادة: شعر).

الصفحة 16