كتاب مصنف عبد الرزاق - ط التأصيل الثانية (اسم الجزء: 6)

فأتَيْتُ (¬١) النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: "لَا نَفَقَةَ لَكِ (¬٢) إلَّا أَنْ تَكُونِي (¬٣) حَامِلًا"، وَاسْتَأْذَنَتْهُ فِي الاِنْتِقَالِ، فَأَذِنَ لَهَا، فَقَالَتْ: أَيْنَ أَنْتَقِلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "عِنْدَ ابْنِ مَكْتُومٍ"، وَكَانَ أَعْمَى تَضَعُ ثِيَابَهَا عِنْدَهُ وَلَا يُبْصِرُهَا، فَلَمْ تَزَلْ عِنْدَهُ (¬٤) هُنَالِكَ * حَتَّى مَضَتْ عِدَّتُهَا فَأَنْكَحَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَرَجَعَ قَبِيصةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ (¬٥) إِلَى مَرْوَانَ، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ (¬٦)، فَقَالَ مَرْوَانُ: لَمْ أَسْمَعْ بِهَذَا (¬٧) الْحَدِيثِ إِلَّا مِنِ امْرَأَةٍ، فَنَأْخُذُ بِالْعِصْمَةِ الَّتِي وَجَدْنَا النَّاسَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ حِينَ بَلَغَهَا ذَلِكَ: بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ عز وجل، قَالَ الله تَعَالَى (¬٨): {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} حَتَّى: {لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} [الطلاق: ١] قَالَتْ (٤): فَأَيُّ أَمْرٍ يَحْدُثُ بَعْدَ الثَّلَاثِ، وإِنَّمَا هِيَ مُرَاجَعَةُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ؟ فَكَيْفَ تَقُولُونَ (¬٩): لَا نَفَقَةَ لَهَا إِذَا لَمْ تَكُنْ حَامِلًا، فَكَيْفَ تُحْبَسُ امْرَأَة بِغَيْرِ نَفَقَةٍ؟
° [١٢٨٩٤] عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْمُجَالِدِ (¬١٠)، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ وَكَانَتْ عِنْدَ أَبِي حَفْصِ بْنِ عَمْرٍو، أَوْ (¬١١) عِنْدَ عَمْرِو بْنِ حَفْصٍ،
---------------
(¬١) قوله: "قالت فأتيت" وقع في (س): "قال فأتت".
(¬٢) في (س): "لها".
(¬٣) في (س): "تكون".
(¬٤) من (س).
* [٤/ ٢٨ ب].
(¬٥) قوله: "بن ذؤيب" ليس في (س).
(¬٦) ليس في (س).
(¬٧) قوله: "أسمع بهذا" وقع في (س): "يُسمع هذا".
(¬٨) قوله: "قال الله تعالى" ليس في (س).
(¬٩) في (س): "يقولون".
° [١٢٨٩٤] [التحفة: م ١٨٠٢٩، س ١٨٠٣٠، م د س ١٨٠٣١، م س ق ١٨٠٣٢، س ١٨٠٣٦، م ت س ق ١٨٠٣٧، م د س ١٨٠٣٨] [شيبة: ١٨٩٨٩، ١٨٩٩٠، ١٩١٧٥]، وتقدم: (١٢٨٨٩، ١٢٨٩٣) وسيأتي: (١٢٨٩٥).
(¬١٠) في (س): "مجاهد"، وهو تصحيف، وينظر: "الاستذكار" (١٨/ ٧٨).
(¬١١) في الأصل: "و"، والمثبت من (س)، وينظر: "المعجم الكبير" للطبراني (٢٤/ ٣٧٨) من طريق الشعبي، به.

الصفحة 539