كتاب السنا والسنوت في معرفة ما يتعلق بالقنوت

وتابع الحاكم في هذا الحديث أحمد والخطيب وجماعة من طريق أبي جعفر الرازي.
قال الحافظ ابن حجر في تخريج العزيز: يعكر على هذا ما رواه الخطيب من طريق القيس بن الربيع، عن عاصم بن سليمان:
قلنا لأنس: ((إن قوماً يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يقنت في الفجر، فقال: كذبوا إنما قنت شهراً يدعو على حي من أحياء المشركين)).
وقيس وإن كان ضعيفاً لكنه لم يتهم بكذب.
وروى ابن خزيمة في صحيحه من طريق سعيد عن قتادة، عن أنس: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقنت إلا إذا دعا لقومٍ أو دعا على قومٍ)).
فاختلفت الأحاديث عن أنس واضطربت، فلم يقوم بمثل هذا حجة. انتهى.
أقول: إنما يحكم بالاضطراب إذا تقاومت الروايات في القوة، وقد تقدم أن رواية [أبي] جعفر الرازي صحيحة عند الحاكم حسنة عند غيره، ورواية قيس بن الربيع التي عند الخطيب ضعيفة لضعف قيس فلا تقاومها.
وأما رواية سعيد التي عند ابن خزيمة وإن كانت صحيحة إلا أنها ليست

الصفحة 52