فقال في كتاب ((الاستذكار)). ((اختلفوا في الأفضل من القيام مع الناس، أو الانفراد في شهر رمضان؟ فقال مالك والشافعي: المنفرد في بيته في رمضان أفضل.
قال مالك: وكان ربيعة وغير واحد من علمائنا ينصرفون ولا يقومون مع الناس. قال مالك: وأنا أفعل ذلك، وما قام رسول الله إلا في بيته.
قال: واحتج الشافعي بحديث زيد بن ثابت رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في قيام رمضان: ((أيها الناس: صلوا في بيوتكم؛ فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة)).
قال الشافعي: ولا سيما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي مسجده، غير ما في ذلك من الفضل.
قلت: فهذا نص من الشافعي رضي الله عنه على ترجيح النافلة في البيوت على فعلها في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لدلالة القصة والأحاديث عليه)).
ثم قال ابن عبد البر: ((وروينا عن عمر رضي الله عنه وسالمٍ والقاسم وإبراهيم ونافعٍ: أنهم كانوا ينصرفون ولا يقومون مع الناس.
وجاء عن عمر وعلي رضي الله عنهما، أنهما كانا يأمران من يقوم للناس في المسجد، ولم يجئ عنهما أنهما كانا يقومان معهم)).