كتاب موسوعة أحكام الطهارة - الدبيان - ط 2 (اسم الجزء: 6)

سمعت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إنما الأعمال بالنية وإنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه. ورواه مسلم (¬١).
وجه الاستدلال:
قال النووي: "لفظة: (إنما) للحصر، وليس المراد صورة العمل، فإنها توجد بلا نية، وإنما المراد أن حكم العمل لا يثبت إلا بالنية، ودليل آخر، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وإنما لكل امرئ ما نوى" هذا لم ينو الوضوء، فلا يكون له" (¬٢).
وقال ابن قدامة: "نفى أن يكون له عمل شرعي بدون نية" (¬٣).

الدليل الثالث:
قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (¬٤).
والإخلاص: إنما هو النية، والوضوء من الدين، فوجب أن لا يجزئ بغير نية. فإن قيل: ما دليلكم على أن الوضوء من الدين؟
فالجواب:
(١٠٠) ما رواه مسلم، قال: حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا حبان بن
---------------
(¬١) صحيح البخاري (٦٦٨٩)، ومسلم (١٩٠٧).
(¬٢) المجموع (١/ ٣٥٦)
(¬٣) المغني (١/ ١٥٦)
(¬٤) البينة، آية: ٥.

الصفحة 337