كتاب دلائل النبوة للبيهقي محققا (اسم الجزء: 6)

بَابُ مَا جَاءَ فِي دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ [ (1) ]- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- حِينَ شَكَّ فِي الْقِرَاءَةِ وإجابة اللهِ تَعَالَى لَهُ فِيمَا دَعَاهُ فِي الْحَالِ
أَخْبَرَنَا أَبُو محمد: عبد الله بن يوسف الْأَصْبَهَانِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ [حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ] [ (2) ] أَنْبَأَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ أَنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم بِرَجُلَيْنِ قَدِ اخْتَلَفَا فِي الْقِرَاءَةِ: كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَقُولُ:
أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم، فَاسْتَقْرَأَهُمَا، فَقَالَ لَهُمَا: أَحَسَنْتُمَا، قَالَ أُبَيٌّ فَدَخَلَ فِي قَلْبِي مِنَ الشَّكِّ أَشَدُّ مَا كُنْتُ عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدْرِي وَقَالَ: اللهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ الشَّيْطَانَ، قَالَ فَارْفَضَضْتُ عَرْقًا، وَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى اللهِ فَرَقًا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، فقال: اقرؤا الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، كُلٌّ شَافٍ كَافٍ
[ (3) ] .
__________
[ (1) ] هو أُبَيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بْنُ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ سيد القراء، ابو منذر الأنصاري البخاري المدني المقرئ البدري.
شهد العقبة، وبدرا، وجمع القرآن فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم، وعرض على النبي- عليه السلام- وحفظ عنه علما مباركا، وكان رأسا في العلم والفضل. طبقات ابن سعد (3: 2: 59) ، حلية الأولياء (2:
39) ، اسد الغابة (1: 61) ، تذكرة الحفاظ (1: 16) ، العبر (1: 23) ، طبقات القراء (1:
31) ، شذرات الذهب (1: 32) تهذيب تاريخ دمشق الكبير (2: 325) .
[ (2) ] ما بين الحاصرتين سقط من (أ) .
[ (3) ] نقله السيوطي في الخصائص الكبرى (2: 168) . عن المصنف.
وفي مسند أحمد (5: 142) ، وصحيح مسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب فضل سورة الكهف، وآية الكرسي، «سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم أبيا عن عن أي آية في القرآن أعظم، فقال أبي: «اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ» [البقرة- 255] ، ضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدْرِهِ، وقال: «ليهنك العلم أبا المنذر» .

الصفحة 188