كتاب تاريخ الإسلام ت بشار (اسم الجزء: 6)

305 - عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم بْن عيسى بْن يحيى بن نذير، الإمام أَبُو زيد القُرْطُبيّ المالكيّ، [الوفاة: 251 - 260 ه]
مولي بْنى أُميّة.
حجَّ وَسَمِعَ: مِنْ: عَبْد الملك بْن الماجِشُون، وأبي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ، ومطرف بْن عَبْد اللَّه، وتفقه عَلَى أصحاب مالك،
رَوَى عَنْهُ: محمد بن عمر بن لبابة، وسعيد بْن عثمان الأعناقيّ، ومحمد بْن فُطَيْس، وجماعة.
تُوُفّي سنة تسعٍ وخمسين فِي جُمَادَى الأولي، وقيل: سنة ثمان، وكان رأسًا فِي المذهب والفتوى بقرطبة.
306 - خ م د ق: عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر بْن الحَكَم بْن حبيب بْن مِهْران، أَبُو محمد العبديّ النَّيسابوري. [الوفاة: 251 - 260 ه]
سَمِعَ: أَبَاهُ، وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ويحيى القطّان، ووَكِيعًا، ومَعْن بْن عيسى، وحفص بْن عَبْد الرَّحْمَن، وحفص بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ، وخلْقًا. وارْتحل إلى اليمن فأكثر عَنْ عَبْد الرّزّاق،
وَعَنْهُ: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، ومكّيّ بْن عَبْدان، وابن أَبِي دَاوُد، وأبو عوانة، وابن صاعد، وابن الشرقي، وابن خزيمة.
وكان موصوفا بطيب الصوت؛ قال مكي بن عبدان: كان عبد الله بن طاهر يحضر بالليل متنكرا إلى مسجد عبد الرحمن ليسمع قراءته.
وقال عبد الرحمن: أقامني يحيى بن سعيد في مجلسه فقال: ما حدَّثكم عنيّ هذا الصّبيّ فصدِّقوه، فإنّه كَيِّس.
قلت: رحل بِهِ أَبُوهُ سنة ستٍّ وتسعين ومائة، وهو شبه المحتلم، لَهُ نيَّفٍ عشرة سنة.
قَالَ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي طَالِب: سمعته يَقُولُ: حملني أَبِي عَلَى عاتقه فِي مجلس سُفْيَان بْن عُيَيْنَة فقال: يا معشر أصحاب الحديث أَنَا بِشْر بْن الحَكَم، سَمِعَ أَبِي من سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، وسمعت أَنَا منه، وهذا ابني قد سَمِعَ منه.
وقال عَبْد الرَّحْمَن: احتلمت باليمن مَعَ أَبِي.
وقال: كنّا نسمع من عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وأبوه يلعب بالحمام.
قلت: آخر من روى عَنْهُ عَلَى الإطلَاق محمد بن علي المذكر شيخ ضعيف للحاكم. وقد وقع لنا ما جمع زاهر الشّحّاميّ من عواليه وعوالي -[113]- عَبْد اللَّه بْن هاشم المذكور. وآخر ثقة روى عنه أبو حامد أحمد بن محمد بْن يحيى بْن بلَال البزاز.
وقال أَبُو حامد ابن الشَّرْقيّ: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر يَقُولُ: احتلمتُ فدعا أَبِي عَبْد الرّزّاق وأصحاب الحديث الغُرباء، فلمّا فرغوا مِنَ الطّعام قَالَ: اشهدوا أنّ ابني قد احتلم، وهو ذا يسمع من عَبْد الرّزّاق، وقد سَمِعَ مِنَ ابن عُيَيْنَة.
ورُوِيَ أنّ الأمير عَبْد اللَّه بْن طاهر قَالَ: ما بخُراسان رَجُل أحسنُ عَقْلا من عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر.
وقال مسدَّد بْن قَطَن: لمّا تُوُفّي محمد بْن يحيى عقد مُسلْمِ مجلسًا لخالي عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر، فكان يحضر أَحْمَد بْن سَلَمَةَ، وينتقي لَهُ مُسلْمِ بشرطه فِي " الصَّحيح "، ويُمْليه عَبْد الرَّحْمَن، ولم يكن لَهُ مجلس إملَاء قَبْلها.
وقال أَبُو بَكْر الجاروديّ: كَانَ يحيى القطّان يحلّ عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر محلَّ الولد لمكان أَبِيهِ.
وقال أَبُو عَمْرو بْن أَبِي جعفر الزاهد: حدثنا أَبِي قَالَ: أمَر عَبْد اللَّه بْن طاهر الأمير أن تُكَتب أسامي الأعيان بَنْيسابور. فكتبوا مائة نفس. ثمّ قَالَ: يُختار مِنَ المائة عشرة. فكتبوا أسماء عشرة. ثمّ قَالَ: يخُتار منهم أربعة؛ فكان مِنَ الأربعة عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر.
ومات رحمه اللَّه فِي ثامن عشر ربيع الآخر سنة ستين.

الصفحة 112