كتاب شرح مختصر الطحاوي للجصاص (اسم الجزء: 6)

بالكفر، ثم بالإيمان بعد الكفر.
وقال الله تعالى:} فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار {، وهذا العلم إنما يحصل لنا بما يظهر لنا من قولهن، دون ضميرهن.
وقد كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافقون قد أطلع الله تعالى عليهم نبيه، قال الله تعالى:} وإذا لقوا الذين امنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم {، فزال عنهم حكم القتل بإظهارهم الإيمان وإن كان اعتقادهم خلافه.
وقال الله تعالى:} يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين {، ومعلوم أن هؤلاء كانوا قومًا معروفين قد حلفوا لهم، وأخبر أنهم كفار؛ لأنه قال:} يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين {.
وقال:} يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزءوا إن الله مخرج ما تحذرون ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا

الصفحة 127