كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)
عند إيوائه إلى فراشه، كان كمن اغتسل بأطهر ماء وأطيبه، فما ظنك بمن يغتسل بأنوار كلمة الله؟
وكان ذلك أيضاً كثوب نفض من غباره، وخلص من شوكه، وتباعد من الزهومات، فعاد طرياً طيباً، فخرجت نفسه إلى الله في منامه، كذلك هذا سوى الاستغفار والتوبة، والتسبيح والدعاء الذي أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم للأمة إليه عند منامهم، فإنما اختار هذه القلاقل الثلاث؛ لأن في إحداهن مدحة الله ونعته، فبه يطهر سره ويطيب، وبالمعوذتين يتخلص من الشرك والعلائق؛ لأن على ابن آدم عدوين عظيمي المؤنة: النفس، والشيطان، يأتيان بالشك والشرك في اليقظة، ويأتيان بالعين الحاسدة التي تهدم أركان النعمة، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((العين حقٌّ، وأكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله بالعين)).
الصفحة 10
512