كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)

العرش)).
قال أبو عبد الله رحمه الله:
فهذه آية أنزلها الله تعالى، وجعل ثوابها لقارئها عاجلاً وآجلاً.
فأما في العاجل: فهي حارس لمن قرأها من الآفات، فإن الله تعالى خلق آدم، فأحسن خلقه، وجمل صورته، وقال في تنزيله: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويمٍ}.
فمن ذا يقدر على صفة من هو في أحسن تقويم؟! وقال تعالى: {الذي خلقك فسواك فعدلك}، فمن ذا يقدر على صفة تسويته، وتعديله، وليس أحد من خلقه في مثل هذه الصفة من التقويم، والتسوية، والتعديل؟! ثم قال تعالى: {في أي صورةٍ ما شاء ركبك}.
فأخرج تقويمه، وتسويته، وتعديله من باب الرحمة، وأخرج تركيب الصورة من باب المشيئة والفردية، ثم فضله بالروح، وقربه باليقين، وجعل

الصفحة 106