كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)
ألا ترى أن الساحر يسحر بأخذته، فيخلص الضرر إلى من سحره حتى يعالج، وكذلك فعل برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أنزلت عليه المعوذتان، فكان جبريل عليه السلام يقرأ كل آية، ويحل عقدة، وذلك قوله تعالى: {ومن شر النفاثات في العقد}.
فالساحر يعقد وينفث، فيؤخذ بها أعضاء من يقصده بذلك، فكذلك هذا يخلص إليه ضرر نظرته المشؤومة بالإعجاب حتى تلحده.
عدنا إلى حديث يونس عن الزهري.
قلنا: فمن اتخذ هذا الفعل عندما يأوي إلى فراشه عادة، رأى النفع الظاهر في جسده، وسائر أموره؛ لأن النفس تعرج إلى الله في منامها مع البركة، والنزاهة والطهارة، والتخلص من الشرك بقراءة: {قل هو الله أحدٌ}، فتسجد تحت العرش، وهي بهذه الصفة قد اغتسلت بهذه الأشياء، فتنال من حب الله، وكرامته، ما يرجع إلى الجسد بالخير الكثير، والمزيد الشافي، فإذا عرجت إلى الله بغير هذه الصفة، سجدت، وهي خالية عن هذه الأشياء، فتنال من الحب، والكرامة على قدر نورها.
الصفحة 12
512