كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)

فالرضوان آخر ما ينال أهل الجنة؛ لأنه لا شيء أكبر منه، ذكر الله تعالى جنات عدن في تنزيله، ثم قال: {ورضوانٌ من الله أكبر}، فكل عبد من أهل الجنة حظه من الرضوان هناك فيها على قدر جوده بنفسه على الله في الدنيا.
ألا ترى إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية حيث بايعوا رسول الله على الموت، حتى قال جابر بن عبد الله: بايعناه على أن لا نفر.
فسر قوله: بايعناه على الموت، وكانت البيعة تحت الشجرة في ذلك الوادي، فأنزل الله تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم} إلى آخره، فأوجب لهم الرضا في بذلة واحدة بذلوا نفوسهم لله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف بمن بذل نفسه في جميع عمره لله؟ فمن أوجب الله له الرضا عنه في الدنيا، فحظه في الجنة الرضوان كله.

الصفحة 22