كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)
قال أبو عبد الله رحمه الله:
فالوقوف على القبر، وسؤال التثبيت للمؤمن في وقت دفنه مدد للميت بعد الصلاة؛ لأن الصلاة بجماعة المسلمين كالعسكر، قد اجتمعوا بباب الملك يشفعون له، والوقوف على القبر لسؤال التثبيت مدد العسكر، وتلك ساعة شغل المؤمن؛ لأنه يستقبل هول المطلع وسؤال، وفتنة فتاني القبر منكر ونكير.
فإنما سميا: فتاني القبر؛ لأن في سؤالهما انتهار [اً]، وفي خلقهما صعوبة.
ألا ترى أنهما سميا منكراً ونكيراً، فإنما سميا بذلك؛ لأن خلقهما لا يشبه خلق الآدميين، ولا خلق الملائكة، ولا خلق الطير، ولا خلق البهائم، ولا خلق الهوام، بل هما خلق بديع، وليس في خلقتهما أنسٌ للناظرين إليهما، جعلهما مكرمة للمؤمن؛ ليثبته وينصره، وهتكاً لستر المنافق في البرزخ من قبل أن يبعث حتى يحل عليه العذاب، وإنما صارت مكرمة للمؤمن؛ لأن العدو لم ينقطع طمعه بعد، فهو يتخلل السبيل إلى أن يجده في البرزخ.
ومما يحقق ذلك:
1319 - ما نا به صالح بن محمد، عن حماد بن
الصفحة 24
512